كأننا في موسم صيد.. مسئول بالصحة الفلسطينية يستنكر مجازر مراكز توزيع المساعدات بغزة

قال المهندس زاهر الوحيدي، مدير وحدة المعلومات الصحية في وزارة الصحة الفلسطينية، إن ما يحدث في مراكز توزيع المساعدات الإسرائيلية الأميركية في قطاع غزة لا يمكن وصفه إلا بـ”مصائد الموت”.
وأضاف الوحيدي في لقاء مع قناة القاهرة الإخبارية، الثلاثاء، أن هذه المواقع التي من المفترض أن تقدم مساعدات إنسانية أصبحت أهدافا مباشرة للفلسطينيين.
وأضاف: “منذ بدء توزيع المساعدات وحتى اليوم، يتعرض الناس للهجوم يوميًا. اليوم وحده، قُتل 27 شخصًا، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى. تجاوز عدد الجرحى 500 شخص في أسبوع واحد فقط”.
وكشف أن التقارير الطبية والشرعية أشارت إلى أن أغلب الشهداء أصيبوا بطلقات نارية مباشرة في الرأس أو الصدر، ما يوحي بالقتل العمد وليس إطلاق نار تحذيري أو عشوائي.
وتابع: “هذه ليست مراكز إغاثة، بل مصائد موت تُصطاد فيها أرواح الجوعى كما لو كان موسم صيد. يستلم المدنيون طرودًا غذائية، لكنهم يُطلق عليهم الرصاص الحي”.
وأعرب الوحيدي عن قلقه البالغ إزاء التهديدات المستمرة بإغلاق مجمع ناصر الطبي، المستشفى الرئيسي في المنطقة الجنوبية، بعد تدمير مستشفى الشفاء في غزة.
وأوضح أن “مستشفى ناصر يخدم نحو مليون مواطن ويحتوي على 340 سريراً و12 وحدة للعناية المركزة”، محذراً من أن مئات المرضى “سيموتون” إذا توقفت العمليات.
وأشار الوحيدي إلى أن النظام الصحي في قطاع غزة ينهار بسرعة، حيث أصبح 22 مستشفى من أصل 38 خارج الخدمة، و15 مستشفى فقط لا تزال تعمل بشكل جزئي، بما في ذلك خمسة مستشفيات حكومية فقط.
وأشار إلى أن الضغط الهائل الناجم عن مئات الإصابات يومياً يرهق الكوادر الطبية ويهدد بانهيار القطاع الصحي بشكل كامل.
وكانت دائرة الإعلام الحكومي في قطاع غزة قد أفادت في وقت سابق بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت مجزرة جديدة، اليوم الثلاثاء، قرب مركز المساعدات الأمريكي الإسرائيلي في محافظة رفح، ما أدى إلى استشهاد 27 مواطناً جوعاً وإصابة أكثر من 90 آخرين بجراح متفاوتة.
وأعلنت الحركة في بيانٍ لها على قناتها الرسمية على تيليجرام، أن حصيلة ضحايا هذه المراكز ارتفعت إلى 102 شهيد و490 جريحًا منذ بدء عملها في منطقتي رفح وجسر وادي غزة في 27 مايو/أيار 2025. ويأتي ذلك في إطار مشروعٍ مشبوهٍ يُدار بإشراف قوة الاحتلال، ويُروّج له تحت ستار “الاستجابة الإنسانية”، في حين تُرتكب جرائم قتل وإبادة جماعية ممنهجة علنًا وعلى الهواء مباشرةً.
وحذر من أن ما يُسمى بـ”مراكز توزيع المساعدات” المُقامة في المناطق المكشوفة والخطرة والحمراء الخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال قد تحولت إلى مجازر جماعية. فبسبب المجاعة المُدمرة والحصار المُتزايد، استُدرج المدنيون الجائعون إلى هناك، ثم أُعدموا عمدًا وبدم بارد – وهو مشهد يُبرز شر هذا المشروع ويكشف عن أهدافه الحقيقية.
وأوضح أن هذه الحواجز لا تخضع لرقابة إنسانية مستقلة، بل تديرها قوات الاحتلال الإسرائيلي وشركة أمنية أمريكية. وبالتالي، أصبحت نقاط قتل تحت غطاء المساعدات الإنسانية. ويُصنّفها القانون الدولي كمواقع لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
من جانبها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن المجزرة التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم في منطقة العلم بمحافظة رفح، والتي استهدفت بشكل مباشر المدنيين العزل الذين كانوا ينتظرون المساعدات وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات، تشكل جريمة إبادة جماعية متعمدة تندرج في التاريخ المظلم للدولة المحتلة.
وجاء في بيان على القناة الرسمية على تليجرام أن “استهداف الجوعى في بحثهم عن الطعام يكشف طبيعة هذا العدو الفاشي الذي يستخدم الجوع والقنابل أسلحة قتل وتهجير، وهو جزء من خطة ممنهجة لتفريغ قطاع غزة من سكانه”.
وذكرت أن هذه الجريمة تندرج ضمن ما يسمى “الآلية الإسرائيلية الأمريكية” لتوزيع المساعدات، والتي أصبحت فخًا للموت والإذلال. هدفها ليس تقديم المساعدات، بل تدمير كرامة الشعب الفلسطيني وتحويل المحاصرين إلى جحيم لا يطاق، كل ذلك في خدمة مشاريع التهجير القسري.