الإمارات تواصل دعم ملف ترشيح الفاية إلى قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو

منذ 3 ساعات
الإمارات تواصل دعم ملف ترشيح الفاية إلى قائمة مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو

تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال إمارة الشارقة، دعم الترشيح الدولي لمشهد الفاية الثقافي ما قبل التاريخ لتسجيله على قائمة التراث العالمي لليونسكو، في حين ينتظر المجتمع الدولي الإعلان عن القائمة الجديدة للمواقع المدرجة.

ويؤكد ذلك التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بحماية التراث الثقافي الإنساني وتعزيز مكانة المواقع الأثرية التي تساهم في إعادة صياغة التاريخ الإنساني القديم. تعد منطقة الفاية الواقعة في المنطقة الوسطى من الشارقة، دليلاً حياً على قدرة البشر الأوائل على البقاء والتكيف مع البيئة الصحراوية القاسية. ويحتوي الموقع على أقدم السجلات المستمرة للوجود البشري في شبه الجزيرة العربية، والتي يعود تاريخها إلى أكثر من 210 آلاف عام، وبالتالي فهو ذو قيمة عالمية استثنائية في مجالات علم الآثار والأنثروبولوجيا.

تم ترشيح الموقع رسميًا ضمن فئة المناظر الثقافية في عام 2024، ويجري حاليًا تقييمه من قبل مركز التراث العالمي لليونسكو كواحد من أهم المواقع في دورة الترشيح الجديدة، إلى جانب عدد محدود من المواقع حول العالم.

وتقود الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، سفيرة ملف الترشيح الدولي “المشهد الثقافي ما قبل التاريخ في الفاية”، الجهود الرامية إلى رفع مستوى الوعي بالترشيح على مستوى العالم. ويعكس دورهم جهداً وطنياً جماعياً يهدف إلى تعزيز السمعة الدولية للموقع وترسيخ ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على التراث الإنساني والدبلوماسية الثقافية والتقدم العلمي.

أكدت بدور القاسمي أهمية ترشيح الفاية لإثراء موقع التراث العالمي، قائلةً: “تمثل الفاية إحدى أقدم وأشمل الشواهد على الوجود البشري المبكر في شبه الجزيرة العربية، ويعود تاريخها إلى أكثر من 210 آلاف عام. إنها أرشيف حي يُعمق فهمنا لهويتنا وجذورنا، وكيف تعلمنا فن البقاء”. وأضافت: “إن ترشيح الفاية لإدراجها على قائمة اليونسكو للتراث العالمي يؤكد أهمية الحفاظ على هذه المواقع العريقة، ليس فقط لقيمتها التاريخية، بل أيضاً لقدرتها على توفير مسار جديد للأجيال الجديدة وتعزيز دورها في بناء حاضرنا ومستقبلنا. وأعتقد أن هذا الترشيح يتيح فرصة لتعزيز مكانة الفاية كتراث مشترك لجميع الشعوب”.

منذ أكثر من 30 عاماً، نفذت هيئة الشارقة للآثار، بالتعاون مع جامعة توبنغن في ألمانيا وجامعة أكسفورد بروكس في المملكة المتحدة، سلسلة من مشاريع البحث والتنقيب في الفاية. تم اكتشاف 18 طبقة جيولوجية متتالية، كل منها توثق فترة مختلفة من النشاط البشري في الموقع.

وتظهر الاكتشافات أن الفاية لم تكن مجرد ممر عبور للهجرات فحسب، بل كانت أيضًا وجهة للمستوطنات البشرية المتكررة خلال الفترات المناخية المواتية. وكان ذلك بفضل توفر المياه من الينابيع والوديان، ووفرة الصوان لصنع الأدوات، والحماية الطبيعية للجبال، مما جعل المكان بيئة مواتية للاستيطان البشري في عصور ما قبل التاريخ.

وقد أعطت هذه الجوانب الفريدة من الاكتشافات لمنطقة الفاية قيمة عالمية استثنائية. وتؤكد هذه الاكتشافات أهمية الموقع ودوره في توفير سجل نادر وشامل لبقاء الإنسان والتغلب على التحديات المناخية والبيئية التي واجهها.

أكد عيسى يوسف، مدير عام إدارة الآثار في الشارقة، أن حماية موقع الفاية تستند إلى قانون التراث الثقافي رقم 4 لعام 2020 في الشارقة، الذي يضمن الحفاظ على الموقع للأجيال القادمة. وعلى مدى أكثر من 30 عامًا من البحث الدقيق والتعاون مع نخبة من الخبراء الدوليين، كشفت بعثتنا الوطنية، بالتعاون مع خبراء دوليين، عن 18 طبقة جيولوجية تعود إلى العصر الحجري، موثقةً تاريخًا معقدًا لتطور الإنسان وتكيفه وبقائه هنا في إمارة الشارقة.

وأضاف: “مع اقتراب ترشيح الفاية لقائمة اليونسكو للتراث العالمي، من المهم التأكيد على أن جهودنا الجماعية جعلت من هذا المشروع مسعىً عالميًا، يربط الماضي بالحاضر، ويساهم في إثراء الأدب العالمي حول الاكتشافات الأثرية. ولذلك، يتمتع هذا الموقع بقيمة استثنائية على مستوى العالم، وليس فقط لإمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة”.

وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة خطة إدارة شاملة لحماية موقع الفاية، والتي ستوجه جهود الحفاظ عليه، وإجراء البحوث، وتنظيم تدفقات الزوار من عام 2024 إلى عام 2030. وتتوافق هذه الخطة مع معايير اليونسكو للتراث العالمي وتضمن الحفاظ على الموقع مع استمرار أعمال التنقيب والاستكشاف والبحث العلمي والتعليم.


شارك