مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديلات قوانين تقسيم الدوائر ومجلسي النواب والشيوخ

تسلم مجلس النواب برئاسة المستشار الدكتور حنفي الجبالي، أخيراً، رسالتي النائب الدكتور عبد الهادي القصبي، ووافق أكثر من عشرة أعضاء من المجلس على مشاريع القوانين. الأول يتعلق بتعديل بعض أحكام قانون مجلس النواب (القانون رقم 46 لسنة 2014) والقانون رقم 174 لسنة 2020 بشأن توزيع الدوائر الانتخابية لمجلس النواب، والثاني يتعلق بتعديل بعض أحكام قانون مجلس الشيوخ (القانون رقم 141 لسنة 2020) والجداول الملحقة بالمشروعين.
وتتمثل التغييرات الرئيسية في قانون مجلس النواب في تخصيص 102 مقعد لكل من دوائر جنوب ووسط الدلتا وشمال ووسط وجنوب الصعيد، و40 مقعدا لكل من دوائر شرق الدلتا وغرب الدلتا، فضلا عن زيادة مبلغ التأمين من 10 آلاف جنيه مصري إلى 30 ألف جنيه مصري للمرشحين الأفراد، إلى 129 ألف جنيه مصري لقائمة الأربعين مقعدا، وإلى 306 آلاف جنيه مصري لقائمة الـ102 مقعد.
وظل عدد الدوائر الانتخابية الفردية عند 143 دائرة رغم إعادة الهيكلة الداخلية التي شملت إلغاء دائرتين انتخابيتين وإنشاء دائرتين جديدتين.
وجاءت موافقة مجلس النواب خلال جلسة الجمعية العامة اليوم بعد أن استعرض المستشار إبراهيم الهنيدي تقرير لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية حول مشروعي القانونين المذكورين.
ويهدف التعديل التشريعي إلى تحقيق التمثيل العادل والمتساوي للسكان والمحافظات، بما يتوافق مع المستجدات الإدارية وتقسيم المحافظات، وكذلك في ضوء الإحصاءات المحدثة لعام 2025 من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والهيئة الوطنية للانتخابات. لقد تم إدخال تعديلات طفيفة على القوانين الحالية بهدف تحقيق علاقة عادلة بين عدد السكان والناخبين من جهة وعدد النواب الذين يمثلونهم من جهة أخرى، وفق معايير دقيقة وواقعية.
لقد اتبعت فلسفة التعديل التشريعي جوهر المادة 102 من الدستور، التي جعلت من التمثيل العادل للسكان والمحافظات قيداً حاسماً على عمل السلطة التشريعية. كما تم الأخذ في الاعتبار مبادئ المحكمة الدستورية العليا التي قضت بأن الوزن النسبي للأصوات يجب أن يكون متساوياً في جميع الدوائر الانتخابية، وأن أي انحراف عن هذا التوازن يجب أن يظل في حدود المعقول.
إن المعايير المطبقة في صياغة مشروعي القانونين تجاوزت الصياغة الشكلية واستهدفت بناء محتوى متماسك يرتكز على حساب دقيق لمتوسط التمثيل البرلماني، وتحديد حدود الانحراف المقبولة، والالتزام الأساسي بالشفافية في عرض وتفسير الاستثناءات على أساس اعتبارات موضوعية (جغرافية وإدارية).
وأشار تقرير اللجنة البرلمانية إلى أن المشرع أراد من خلال التعديلات خلق قاعدة قانونية أكثر عدالة واستقرارا. وينبغي أن ندرك أن التمثيل البرلماني ليس مجرد انعكاس للأعداد، بل هو تجسيد للعدالة الدستورية في شكلها العملي.