سلام وعباس يؤكدان ضرورة إنهاء ملف السلاح الفلسطيني بمخيمات لبنان

منذ 2 شهور
سلام وعباس يؤكدان ضرورة إنهاء ملف السلاح الفلسطيني بمخيمات لبنان

• يجب وقف توريد الأسلحة للدولة اللبنانية، بحسب بيان صدر بعد اجتماعهما في بيروت.

أكد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام والرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الخميس على ضرورة إغلاق ملف السلاح الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية في لبنان لحصر ملكية السلاح بيد الدولة.

جاء ذلك خلال لقاء بين سلام وعباس في مقر الحكومة وسط بيروت، بحسب بيان لمكتب الإعلام الحكومي اطلعت عليه وكالة الأناضول.

وناقش الجانبان “الجهود الجارية لتعزيز الاستقرار والأمن في لبنان وضمان احترام سيادة الدولة اللبنانية على جميع أراضيها، بما في ذلك مخيمات اللاجئين الفلسطينيين”.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أكثر من 493 ألف لاجئ. ويعيش اللاجئون الفلسطينيون ظروفاً صعبة في مخيمات تديرها مجموعات فلسطينية استناداً إلى اتفاقيات غير رسمية تعود إلى اتفاقية القاهرة عام 1969.

ويعيش أكثر من نصفهم في اثني عشر مخيماً معترفاً بها من قبل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا). لا الجيش اللبناني ولا القوى الأمنية تدخل المخيمات، والجيش يفرض حولها إجراءات مشددة.

وأكد سلام وعباس أن “الفلسطينيين في لبنان يعتبرون ضيوفاً وملزمين بقرارات الدولة اللبنانية، لكنهما أكدا في الوقت نفسه معارضتهما للتوطين وتمسكهما بحق العودة”.

وأكدوا “التزام الدولة اللبنانية بتأكيد سيادتها على جميع أراضيها بما فيها المخيمات الفلسطينية، وإنهاء كل المظاهر المسلحة خارج إطار الدولة اللبنانية”، بحسب البيان.

وشددوا أيضاً على ضرورة “إغلاق سجل السلاح الفلسطيني بشكل كامل سواء داخل المخيمات أو خارجها، بحيث يصبح السلاح في متناول الدولة فقط”.

واتفق الجانبان على “تشكيل لجنة تنفيذية مشتركة للإشراف على تنفيذ هذه الاتفاقيات”.

وفي الوقت نفسه، أكدوا على أهمية العمل المشترك لمعالجة المشاكل القانونية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين وضمان تحسين وضعهم الإنساني دون المساس بسيادة الدولة.

وفي أوائل شهر مايو/أيار، أوصى المجلس الأعلى للدفاع في لبنان مجلس الوزراء بـ”تحذير حماس من استخدام الأراضي اللبنانية للقيام بأعمال من شأنها تعريض الأمن الوطني اللبناني للخطر”.

وحذر من أنه “سيتم اتخاذ أقصى التدابير والإجراءات اللازمة لوضع حد نهائي لكل الأعمال التي تمس السيادة اللبنانية”.

وفي 20 أبريل/نيسان، أعلن الجيش اللبناني إحباط هجوم صاروخي من جنوب البلاد على شمال إسرائيل. وكانت قد أعلنت قبل أيام عن اعتقال أفراد لبنانيين وفلسطينيين متورطين في هجمات صاروخية على إسرائيل يومي 22 و28 مارس/آذار.

ويشعر لبنان حاليا بتداعيات الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل ضده بين شهري سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني.

وأكد سلام وعباس أيضا على “ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، ورفض طرد الشعب الفلسطيني من أرضه، والالتزام بوقف إطلاق النار”.

وشددوا على ضرورة “ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كافة أنحاء قطاع غزة وإزالة كافة العوائق أمام وصولها وتوفير كافة الظروف اللازمة لإعادة الإعمار والتأهيل”.

وأكدوا أيضا على ضرورة “انسحاب الجيش الإسرائيلي (من قطاع غزة) للسماح للسلطة الفلسطينية بإدارته، وضرورة تحقيق إعادة إعمار قطاع غزة”.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على غزة، تتضمن القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة كل النداءات والأوامر الدولية من محكمة العدل الدولية لإنهاء هذه الحرب.

لقد خلفت الإبادة الجماعية المدعومة من الولايات المتحدة أكثر من 175 ألف قتيل وجريح في فلسطين، معظمهم من الأطفال والنساء، وأكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك مئات الآلاف من النازحين والمجاعة التي أودت بحياة العديد من الأشخاص، بما في ذلك الأطفال.

وأكد سلام وعباس التزامهما “بحل الدولتين كحل عادل وشامل للصراع في المنطقة، وفقا للقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية (…) دولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني”.

لقد احتلت إسرائيل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان لعقود من الزمن، وترفض الانسحاب من هذه الأراضي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على طول حدود ما قبل عام 1967.

وبحث عباس ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، صباح الخميس، الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة في ظل العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بالإضافة إلى العلاقات اللبنانية الفلسطينية.

وبالتوازي مع الإبادة الجماعية في قطاع غزة، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه هجماتهم في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. وبحسب مصادر فلسطينية، قُتل ما لا يقل عن 969 فلسطينياً، وأصيب نحو 7 آلاف آخرين، واعتقل أكثر من 17 ألف شخص.

وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان اليوم الأربعاء في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام يلتقي خلالها مسؤولين لبنانيين.

 


شارك