المشاط: الابتكار وريادة الأعمال ركيزتان أساسيتان لتجاوز فخ الدخل المتوسط

شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي ومحافظ مصر لدى مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، في حلقة نقاشية بعنوان “تجنب فخ الدخل المتوسط” ضمن الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك 2025.
وأكدت المشاط في كلمتها أن الابتكار وريادة الأعمال عاملان أساسيان في التغلب على فخ الدخل المتوسط. وأشارت إلى أن البلدان تحتاج إلى رؤية وطنية واضحة وأولويات تنموية محددة لجذب الاستثمارات الخاصة وتعزيز الشراكات.
وأوضحت المشاط أن الحكومة أنشأت المجموعة الوزارية لريادة الأعمال بهدف تعزيز قدرات الشركات الناشئة ومنظومة ريادة الأعمال لتحقيق نمو اقتصادي مستدام ومتسارع قائم على التنافسية والمعرفة بما يسهم في خلق فرص عمل لائقة. ويعكس هذا التركيز المتزايد الذي توليه مصر للابتكار ونمو القطاع الخاص.
وأشارت إلى أن معالجة مشاكل المناخ يمكن أن تكون أيضًا فرصة للتنمية. واعتمدت مصر على هذا النهج في تطوير منصتها الوطنية لبرنامج “نوفي” لربط تمويل المناخ بمشاريع التنمية ذات الأولوية في قطاعات الطاقة والغذاء والمياه. وقد ساعد هذا النهج على جذب ما يقرب من 4 مليارات دولار من الاستثمارات الخاصة الدولية وتوليد 4 جيجاواط من الطاقة المتجددة في غضون عامين.
وأكدت المشاط أن نجاح تعزيز مشاركة القطاع الخاص في الدول يتطلب عدة عوامل، منها وجود رؤية وطنية واضحة، وتنسيق السياسات بين الجهات الحكومية، وتحديد المشاريع ذات الأولوية القادرة على جذب المستثمرين، والاستفادة من العلاقات الدولية لتعبئة التمويل المتاح.
وأكدت على أهمية المصداقية في تنفيذ السياسات لضمان استمرار الدعم من المؤسسات المالية الدولية. وأشارت أيضاً إلى أن مؤسسات التمويل المتعددة الأطراف، بما في ذلك البنك الإسلامي للتنمية، أظهرت استعداداً متزايداً لدعم الشراكات الإنمائية. ومع ذلك، فإن دور البلدان في تحديد المشاريع وتوفير بيئة جذابة للمستثمرين لا يزال يلعب دورا حاسما.
كما تناولت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي التحديات المتعلقة بندرة المياه، مؤكدة أن مصر تعمل منذ أكثر من عقد على ضخ استثمارات ضخمة لتعظيم الاستخدام الفعال للموارد المائية وتوسيع نطاق مشروعات معالجة وتحلية المياه.
وأشارت إلى أن الجهود الوطنية لمكافحة تغير المناخ تخدم الأهداف العالمية، وأن دعم هذه الجهود من خلال التمويل منخفض الفائدة والابتكارات التكنولوجية أمر بالغ الأهمية ليس فقط بالنسبة للدول النامية ولكن من أجل الصالح العالمي المشترك.
واستعرضت المشاط جهود الدولة لتحويل تحديات تغير المناخ إلى فرص تنموية، مشيرة إلى أن مشاريع تحلية المياه من أكثر المجالات جاذبية للشراكات مع القطاع الخاص، إلا أنها تتطلب نهجا اقتصاديا مستداما يوازن بين تكاليف الإنتاج وأسعار الخدمات.
وأكدت على أهمية نقل وتطبيق تقنيات تحلية المياه محليا، خاصة أن أغلب الدول التي تعاني من ندرة المياه لا تمتلك التقنيات المتطورة المستخدمة في هذا القطاع. وأكدت على أهمية الشراكات مع مؤسسات مثل مؤسسة التمويل الدولية والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وبنك الاستثمار الأوروبي في تمويل هذه المشاريع من خلال نماذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص.