بموافقة الشرع.. تفاصيل إعادة مقتنيات جاسوس إسرائيلي إلى تل أبيب

منذ 4 ساعات
بموافقة الشرع.. تفاصيل إعادة مقتنيات جاسوس إسرائيلي إلى تل أبيب

قالت ثلاثة مصادر لوكالة رويترز إن القيادة السورية وافقت على تسليم متعلقات الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين إلى إسرائيل بهدف تخفيف التوتر مع تل أبيب وإظهار حسن النية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأعلنت إسرائيل الأحد أنها ضبطت وثائق وصورا وممتلكات شخصية لكوهين. وأشارت إلى أن الموساد عمل مع وكالة استخبارات أجنبية لم تسمها لتأمين المواد.

وقال مصدر أمني سوري ومستشار للرئيس السوري أحمد الشرع وشخص مطلع على المحادثات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل إن الأرشيف تم تسليمه لإسرائيل كإشارة غير مباشرة من الرئيس الشرع في إطار الجهود الرامية إلى تخفيف التوترات وبناء الثقة مع ترامب، بحسب ما ذكرته رويترز.

ويعتبر إيلي كوهين، الذي أعدم في دمشق عام 1965 بعد أن نجح في التسلل إلى أعلى مستويات الحكومة السورية، بطلاً قومياً في إسرائيل وأشهر جاسوس للموساد لنقله معلومات استخباراتية عسكرية ساعدت إسرائيل على الفوز في حرب عام 1967.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، كوهين بأنه “أسطورة” و”أعظم عميل استخبارات في تاريخ الدولة”.

ورغم أن إسرائيل تحاول منذ سنوات استعادة جثة كوهين، فإن الموساد وصف إعادة أرشيفه، الذي احتفظت به المخابرات السورية لأكثر من 60 عاما، بأنه “إنجاز للقيم الأخلاقية العليا”.

ولم تكشف إسرائيل رسميا عن كيفية حصولها على الأرشيف. وذكرت ببساطة أن ذلك كان نتيجة “عملية معقدة وسرية نفذها الموساد بالتعاون مع جهاز استخبارات أجنبي حليف”.

وبعد أن أطاح مقاتلون سوريون بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، منهين حكم عائلته الذي استمر 54 عاما، عثروا على وثائق كوهين في مبنى أمني في دمشق، بحسب مصدر أمني سوري.

وذكر المصدر أن الرئيس الشرع ومستشاريه قرروا سريعاً استخدام الأرشيف كأداة تفاوض دبلوماسي، إدراكاً منهم لأهميته الرمزية والسياسية بالنسبة للإسرائيليين.

ويحاول الشرع وقف الهجمات الإسرائيلية على سوريا وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، في إطار سعيه لإعادة بناء بلاده بعد حرب أهلية استمرت 14 عاما.

وتعتبر إسرائيل الرئيس الشرع ومقاتليه السابقين ـ الذين شكلوا الجناح السوري لتنظيم القاعدة ـ من المتطرفين الجهاديين. وشنت القوات الإسرائيلية عدة هجمات في مناطق الحدود السورية خلال العام الماضي، مستهدفة مواقع تقول إنها تحمي الطائفة الدرزية.

وذكرت وكالة رويترز في وقت سابق من الشهر الجاري أن الإمارات أنشأت قناة سرية للمحادثات بين سوريا وإسرائيل بهدف بناء الثقة بين الجانبين.

وأضاف مصدر مطلع على المحادثات أن سوريا وافقت على إعادة رفات كوهين وكذلك رفات ثلاثة جنود إسرائيليين قتلوا أثناء قتالهم القوات السورية في لبنان في أوائل الثمانينيات. وأعلنت إسرائيل الأسبوع الماضي أنها تسلمت جثة أحد هؤلاء الجنود، تسفي فيلدمان.

وأضاف المصدر أن تسليم أرشيف كوهين جاء في إطار هذه الإجراءات لبناء الثقة وبموافقة مباشرة من الرئيس الشرع.

وفي الأسبوع الماضي، عقد ترامب اجتماعا مفاجئا مع الرئيس الشرع في السعودية، وحثه على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وأعلن عن نيته رفع العقوبات عن دمشق.

وأكد الشرع هذا الشهر أن سوريا أجرت بالفعل محادثات غير مباشرة مع إسرائيل عبر دول حليفة لتهدئة الأوضاع.


شارك