بعد إغماءات جامعة طنطا.. لماذا يفقد البعض وعيهم في الحر؟ إليك الأسباب وطرق الوقاية

أصيبت عدد من طالبات جامعة طنطا، أمس السبت، بنوبات إغماء، وسط ارتفاع كبير في درجات الحرارة. وأثار هذا الأمر قلقا واسع النطاق وأثار تساؤلات حول أسباب فقدان الوعي في مثل هذا الطقس الحار.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الظاهرة التي تتكرر بشكل متكرر في فصل الصيف، لفتت انتباه الجميع لخطورتها والعوامل المتعددة التي يمكن أن تسببها.
وفي التقرير التالي، نتناول أهم الأسباب الصحية التي قد تؤدي إلى الإغماء أثناء موجات الحر. ونؤكد على خطورة هذه الظاهرة وضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة لحماية الصحة والسلامة.
لماذا يصاب الإنسان بالإغماء في الطقس الحار؟
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن التعرض المفرط للحرارة يمكن أن يكون له آثار سلبية على الجهازين العصبي والدوري، وفي بعض الحالات، يؤدي إلى فقدان الوعي، وخاصة في الفئات الضعيفة مثل كبار السن والأطفال والأشخاص المصابين بأمراض القلب أو السكري. ولكن الإغماء لا يحدث فقط بسبب ما يسمى “الإجهاد الحراري”. هناك العديد من الأسباب الأخرى المرتبطة بالحرارة والتي يمكن أن تؤدي إلى نفس النتيجة، بما في ذلك:
الإجهاد الحراري: يحدث عندما يصبح الجسم غير قادر على التبريد عند التعرض لأشعة الشمس أو أثناء بذل مجهود بدني في الطقس الحار، خاصة إذا كان الجسم لا يشرب كمية كافية من الماء. وتشمل الأعراض التعرق الشديد والدوار والغثيان وفقدان الوعي.
الجفاف: عندما ترتفع درجات الحرارة، يفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل عن طريق التعرق. إذا لم يتم تعويض هذه السوائل، ينخفض ضغط الدم ويقل تدفق الدم إلى المخ، مما قد يؤدي إلى نوبات الإغماء.
– نقص الأملاح: من خلال التعرق، لا يفقد الجسم الماء فقط، بل يفقد أيضًا الأملاح المهمة مثل الصوديوم. يؤثر نقص هذا العنصر على توازن السوائل في الجسم، ويعطل الإشارات العصبية، ويمكن أن يسبب التشنجات أو فقدان الوعي.
الوقوف في الشمس لفترات طويلة: عندما يكون الجو حارًا، تتمدد الأوعية الدموية القريبة من الجلد لتبريد الجسم. ويؤدي هذا إلى تقليل تدفق الدم إلى المخ، خاصة إذا ظل الشخص واقفاً في مكانه لفترات طويلة من الزمن، مما قد يؤدي إلى نوبات الإغماء.
ضربة الشمس: حالة حرجة تحدث عندما ترتفع درجة حرارة الجسم فوق 40 درجة مئوية. يمكن أن يحدث تلف في الجهاز العصبي وفقدان الوعي بشكل كامل. وتشمل الأعراض ارتفاع درجة حرارة الجلد وجفافه وضعف الوعي وسرعة ضربات القلب.
– الملابس غير المناسبة: ارتداء الملابس الثقيلة أو الداكنة يعيق قدرة الجسم على التبريد ويزيد من خطر الإصابة بضربة الشمس.
إحصائيات تحذر
قد يظن البعض أن هذه مجرد أعراض مؤقتة ستنتهي ببعض الراحة، لكن الواقع الطبي يحذر من ذلك. وفقا لمنظمة الصحة العالمية، يموت حوالي 489 ألف شخص حول العالم بسبب ارتفاع درجات الحرارة كل عام. وتحدث العديد من هذه الوفيات نتيجة لمضاعفات مثل ضربة الشمس أو أمراض القلب الناجمة عن الإجهاد الحراري.
وفي صيف عام 2022 وحده، تم تسجيل أكثر من 61 ألف حالة وفاة مرتبطة بالحرارة في أوروبا. في عام 2003، أدت موجة حر ذات أبعاد تاريخية إلى وفاة حوالي 70 ألف شخص إضافي. وفي الفئات العمرية الأكثر ضعفاً، ارتفعت الوفيات المرتبطة بالحرارة بين كبار السن بنسبة 85% بين عامي 2000 و2004 و2017 و2021.
وتؤكد هذه الأرقام أن التأثيرات الصحية للحرارة تشكل مشكلة خطيرة لا ينبغي الاستهانة بها، وأن الوقاية ليست ترفاً بل ضرورة، خاصة في سياق تغير المناخ.
كيف نحمي أنفسنا من الحرارة؟
لتقليل خطر الإغماء أو غيره من المضاعفات الناجمة عن ارتفاع درجة الحرارة، يوصي الأطباء ومنظمة الصحة العالمية بما يلي: -اشرب كمية كافية من الماء، حتى لو لم تشعر بالعطش.
– تجنب التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة وخاصة في وقت الظهيرة.
-ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة وذات ألوان فاتحة.
– التواجد في أماكن جيدة التهوية أو مكيفة.
– تجنب بذل مجهود بدني مفرط خلال فترات الحرارة الشديدة.
– تناول وجبات خفيفة ومتوازنة تحتوي على الملح والسوائل.
إذا أصيب شخص ما بالإغماء بسبب الإجهاد الحراري، توصي المنظمة والأطباء باتباع الإرشادات التالية للتصرف بسرعة وتقديم المساعدة الآمنة:
نقل الشخص إلى مكان بارد أو مظلل: يجب إبعاد الشخص عن الحرارة المباشرة ووضعه في بيئة باردة.
– رفع القدمين: ينصح بوضع القدمين لأعلى لتعزيز الدورة الدموية إلى المخ.
تبريد الجسم: استخدم المروحة أو امسح الجسم بقطعة قماش مغموسة في الماء البارد لخفض درجة حرارة الجسم.
تناول السوائل: إذا كان الشخص واعيًا، فيمكن تقديم الماء أو المشروبات له لتعويض فقدان السوائل.
مراقبة الحالة: يجب مراقبة الشخص. إذا لم تتحسن حالتك أو ظهرت أعراض أخرى، فمن المستحسن أن تتصل بخدمات الطوارئ على الفور.