مدبولي: حديقة تلال الفسطاط كانت موجودة في التخطيط لتطوير القاهرة منذ 2007 ولم يكتب لها التنفيذ إلا مع الإرادة السياسية الموجودة

مدبولي: زرت منجم السكري وهو مشروع ضخم للغاية يعادل بلدة صغيرة. ويوفر المشروع 4000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
أدلى رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بتصريحه الإعلامي الثاني اليوم عقب تفقده سير العمل في مشروع حدائق الفسطاط. وحضر البيان شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية؛ الدكتور إبراهيم صابر خليل محافظ القاهرة؛ اللواء محمود نصار رئيس الجهاز المركزي للتعمير؛ عن كثب. خالد صديق رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضرية؛ بالإضافة إلى ممثلي الوزارة والصندوق والمركز الاستشاري.
وأكد مدبولي أن تصريحه اليوم جاء بعد يومين من الزيارات الميدانية، في إشارة إلى زيارته لمنجم السكري جنوب مرسى علم أول أمس الخميس. وأشار إلى أن هذا المنجم كان محل جدل حاد في الآونة الأخيرة حول ما إذا كانت مصر قد حصلت على حقوقها فيه في ظل الاتفاقيات المبرمة، خاصة بعد استحواذ شركة أنجلو جولد أشانتي على الشركة الأجنبية التي كانت شريكة مصر في التنقيب في المنجم.
وأشار إلى أن زيارة منجم السكري كانت فريدة من نوعها لأن التجربة على أرض الواقع كانت مختلفة عن صور المنجم. إنه مشروع ضخم، يمكن مقارنته ببلدة صغيرة من حيث حجم الاستثمار والتطوير الذي يجري هناك. يوفر المشروع 4000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وفيما يتعلق بالنقاش الدائر حول إمكانية تنفيذ هذه المشروعات بمفردنا، أشار مدبولي إلى أنه التقى خلال الزيارة رئيس شركة أنجلو جولد أشانتي العالمية، الذي أبدى سعادته بالمشاركة في الحدث، وتحدث بالتفصيل عما يحدث في مناجم الذهب حول العالم. وأوضح أن إعداد الدراسات الاستكشافية يستغرق نحو ثلاث إلى أربع سنوات قبل اتخاذ القرار بشأن ملاءمة المنجم لبدء الإنتاج التجاري.
وأضاف أن الرئيس التنفيذي للشركة العالمية أشار أيضاً إلى أن الدراسات في بعض المناجم قد تشير إلى وجود كميات كبيرة من الذهب، لكنه أشار إلى أن ذلك لن يكون مجدياً اقتصادياً حيث أن التكاليف المترتبة على ذلك ستتجاوز العائد المحقق. وأوضح أنه بعد الدراسات التي ستستغرق ما يقارب ثلاث إلى أربع سنوات ستبدأ عملية الاستكشاف التشغيلي في الموقع والتي ستستغرق بكل تفاؤل حوالي عشر سنوات بين استكمال الدراسات واتخاذ القرار ببدء الإنتاج والبدء الفعلي للإنتاج. وهذا يختلف عن حفر النفط أو الغاز، والذي يتطلب فترة زمنية أقصر.
وأكد الرئيس التنفيذي للشركة أن حجم الاستثمار على مدى 10 سنوات لا يقل عن 2 مليار دولار. وتقدر كمية المعدات التي شاهدناها في الموقع وقمنا بتصويرها وحدها، بما في ذلك الرافعات والكسارات والمعدات الثقيلة والمصانع المتنقلة، بنحو 235 مليون دولار. في الواقع، يتضمن المشروع معرفة معقدة للغاية. لا يتعلق الأمر فقط بإنفاق المال، بل يتعلق أيضًا بالخبرة الهائلة التي تتمتع بها هذه الشركات لتمكين هذا المنجم من الإنتاج بشكل مربح.
وتابع: “لحسن الحظ، ووفقًا للرئيس التنفيذي، يُعد منجم السكري من بين أكبر 20 إلى 25 منجمًا في العالم. والأهم من ذلك، استحوذت هذه الشركة على الشركة السابقة، مما جعل الشركة الحالية رابع أكبر شركة من نوعها في العالم. ولذلك، فإن حجم الاستثمار الذي بدأته بعد الاستحواذ أعلى بكثير من حجم استثمار الشركة السابقة. وبالتالي، ستتجاوز توقعات الإنتاج للسنوات الثماني المقبلة توقعات إنتاج الذهب خلال السنوات الخمس عشرة الماضية”.
وأضاف رئيس الوزراء: “الأهم هو أن هذه الشركة تستكشف الآن مناطق أخرى مجاورة. وقد أكد الرئيس التنفيذي للشركة أن هناك اكتشافات جديدة واحتياطيات كبيرة من الذهب ستُكتشف خلال السنوات العشر القادمة بعد الموعد المخطط له”.
وأشار مدبولي إلى أن هذه هي طبيعة الاستثمار في هذا المعدن المهم للغاية، مضيفاً أن تحويل هيئة الثروة المعدنية من هيئة خدمية إلى هيئة اقتصادية سيساعد في هذا الأمر. وستبدأ هذه الهيئة بإدارة نفسها بشكل سليم واقتصادي وستعمل على زيادة وتكثيف حجم الاستكشاف في هذه المنطقة التي تعد واعدة جداً من حيث احتياطيات الذهب والاحتياطيات العالمية.
وقال رئيس الوزراء: “أود أن أوضح سريعا أن هذا المشروع ولله الحمد من المشروعات التي ستعود بالخير على مصر في الفترة المقبلة”.
وأضاف: «اليوم نختتم جولتنا في حديقة تلال الفسطاط، التي ستكون أكبر حديقة مركزية في القاهرة كلها». نحن نتحدث عن مساحة 500 هكتار وكما ترون خلال جولتنا فإننا ولله الحمد في المرحلة النهائية اليوم ونأمل أن يكتمل العمل في الأسابيع القليلة المقبلة. وفي الوقت نفسه، تم طرح إدارة وتشغيل الحديقة بالكامل للمناقصة على شركات الإدارة والتشغيل، والتي ستبدأ الآن في تقديم عطاءاتها لبدء العمليات.
وتابع: “أود أن أؤكد على أمر سبق أن ناقشته مع الصحفيين: هذه الحديقة كانت جزءا من خطط تنمية القاهرة منذ عام 2007، ولم يكن من الممكن تنفيذها إلا بالإرادة السياسية والمراقبة المستمرة لهذا المشروع الكبير”.
قال: “أُذكّركم بأن هذه المنطقة، التي تضم بحيرتي عين الصيرة والفسطاط، كانت في السابق مستنقعًا لمياه الصرف الصحي والقمامة، وكانت في معظمها منطقة غير آمنة يعيش فيها سكاننا. واليوم، ولله الحمد، سيكون هذا المشروع رئة خضراء نابضة في مصر والعالم، بمساحة تزيد عن 200 هكتار. ويشمل أنشطة متنوعة لإنشاء مساحات خضراء، بالإضافة إلى أنشطة تجارية وثقافية وترفيهية متنوعة تعود بالنفع على جميع سكان القاهرة الكبرى”.
وأشار إلى أن هذا المشروع الكبير يأتي استكمالاً لأعمال التنمية الواسعة التي تشهدها القاهرة الكبرى، إلى جانب توسيع شبكة النقل والطرق وإنشاء شبكات الإسكان المختلفة، وخاصة الإسكان الاجتماعي والبديل.
وفي ختام كلمته، وجه مدبولي الشكر لكل من شارك في الجولة اليوم رغم ارتفاع درجات الحرارة. وأكد أن المشاريع التي عرضت اليوم أدخلت الكثير من البهجة والسرور على الجميع وأنه سيكون على تواصل مع كل من شارك في تنفيذ المشروع لضمان إنجازه في الموعد المحدد خلال الأسابيع القليلة المقبلة.