موديز تخفض التصنيف الائتماني لأمريكا.. والبيت الأبيض يعتبره قرارا سياسيا

قامت وكالة التصنيف العالمية موديز بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة. ونتيجة للدين الوطني الضخم والمتزايد وأعباء الفائدة المتزايدة، أثار هذا الأمر غضب البيت الأبيض، الذي هاجم هذه الخطوة بشدة واعتبرها قرارا سياسيا.
وفي منشور على حسابه الشخصي على موقع X، اتهم ستيفن تشيونج، المتحدث باسم الرئيس الأمريكي، الخبير الاقتصادي في شركة موديز أناليتيكس مارك زيندي بانتقاد سياسات الإدارة لفترة طويلة. وقال: “لا أحد يأخذ تحليلاته على محمل الجد… وقد ثبت خطأه مرارا وتكرارا”.
وتعتبر وكالة موديز للتصنيف الائتماني منفصلة عن وكالة موديز أناليتيكس، ولم يستجب زيندي لاستفسارات بلومبرج. رداً على هجوم المتحدث باسم الرئيس الأمريكي.
خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من AAA إلى AA1. وتنضم بذلك إلى وكالتي التصنيف الائتماني الدوليتين فيتش وستاندرد آند بورز في خفض التصنيف الائتماني لأكبر اقتصاد في العالم.
وقالت موديز: “بينما ندرك أهمية الاقتصاد الأميركي وقوته المالية، فإننا نعتقد أن هذه القوة لم تعد كافية لاستعادة التوازن وتعويض التدهور في المؤشرات المالية”.
وفي تبرير قرارها، أشارت وكالة التصنيف العالمية إلى حقيقة أن الدين الوطني الأميركي كان يرتفع بشكل حاد لأكثر من عقد من الزمان بسبب العجز المستمر في الميزانية، وهو ما يظهر ضغوطا متزايدة من ارتفاع أسعار الفائدة الرئيسية.
وفي مقابلة مع قناة بلومبرج التلفزيونية، وصف جو لافورجنا، كبير الاقتصاديين السابق في المجلس الاقتصادي الوطني خلال فترة ولاية ترامب الأولى، توقيت الإعلان بأنه “غريب للغاية”.
وعلى جانب الإيرادات، قال إن افتراضات موديز بشأن النمو “متشائمة للغاية”.
وأضاف لافورجنا “من المؤكد أن صقور السياسة النقدية سيستغلون هذا كسبب ليكونوا أكثر حذرا في توقعاتهم للمستقبل”.
وأكد الرئيس ترامب أن أجندته الاقتصادية ستركز على خفض الضرائب، وتقليص القيود التنظيمية، وتطبيق التعريفات الجمركية الشاملة لإعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة، وهو ما يعتقد أنه سيؤدي إلى نمو قوي.
في حين أنه من غير الواضح إلى أي مدى سوف يؤثر خفض التصنيف الائتماني لواشنطن على الاختيارات السياسية، فإن القرار يأتي في وقت تسجل فيه الميزانية الفيدرالية عجزاً سنوياً يبلغ نحو 2 تريليون دولار ــ أو أكثر من 6% من الناتج المحلي الإجمالي ــ كما أدت أسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية المرتفعة على مدى السنوات السبع الماضية إلى دفع تكاليف خدمة الدين الحكومي إلى مستويات قياسية مرتفعة.