في عيد ميلاده الـ85.. كيف غيّر المسرح الجامعي مصير عادل إمام من الزراعة إلى الزعامة؟

يحتفل اليوم 17 مايو، الفنان عادل إمام بعيد ميلاده الـ85، محافظًا على مكانته كواحد من أشهر نجوم الوطن العربي لأكثر من نصف قرن. منذ صعوده إلى الأدوار القيادية في أوائل السبعينيات، لم يخسر أي جولة منافسة وظل قائدًا ثابتًا وفريدًا في مشهد السينما والمسرح والتلفزيون.
يتناول كتاب «عادل إمام.. المنتصر يستمر» للكاتب الصحفي أشرف بيدس تفاصيل سنواته الأولى. يصف المؤلف كيف أصبح الفن بمثابة مصباح سحري للشاب في زمن أصبحت فيه الأحلام نادرة والإحباط متزايدًا. وجد عادل إمام دعوته في مسرح الجامعة، والتقى بقائد الفريق محمد زكي جمعة، الذي أوكل إليه فيما بعد قيادة الفريق.
يقول عادل إمام: “توليتُ المهمة وبدأتُ التخطيط للعرض السنوي. أصبح المسرح محور اهتمامي، وسيطر شغفي بالتمثيل على حياتي بأكملها. شعرتُ أنني لا أصلح في الحياة إلا للتمثيل، وتصرفتُ كجنرال يستعد لمعركة مصيرية، لأن المسؤولية كلها أصبحت على عاتقي”.
لقد اهتم شخصيًا بفحص الأعضاء الجدد، وتوزيع الأدوار، وإدارة الميزانية والتنسيق العام للعروض. ومن بين الذين انضموا إلى الفريق بدعوته زميله صلاح السعدني، وتوالت التجارب الواحدة تلو الأخرى: «ثلاثة مجانين حكماء»، «أحمس الأول». و”الإخوة كارامازوف”، حتى ذاع صيته أكثر فأكثر. في إحدى محاضراته، أدلى عادل إمام بتعليق ساخر، فقاطعه الدكتور محفوظ غانم وقال لزملائه: “اسمع يا عادل، أرجوك أمام زملائك أن تشتغل في التمثيل لا في الزراعة، لأنك إذا اشتغلت في الزراعة يا ابني ستخربها”. لقد كان ذلك بمثابة دليل مبكر على موهبته المتميزة.
يروي بيدس أن محفوظ غانم قال له لاحقًا: “لا يمكننا الاستمتاع بك يومًا واحدًا فقط في السنة. عليك أن تفعل شيئًا طوال العام لإظهار موهبتك”. وتزامن ذلك مع إنشاء الدولة لعشر دور عرض تلفزيوني، فقرر عادل إمام التقدم لامتحانات القبول أمام لجنة ضمت محمد توفيق وعبد المنعم مدبولي ومحمود السبع وآخرين.
ورغم توتره، قدم مونولوجًا مأساويًا من مسرحية “ثورة الموتى” لإروين شو، لكن المخرج محمد توفيق فاجأه بعد العرض بالهمس: “أنت ممثل كوميدي ممتاز”. ثم جاء التأكيد من المخرج حسين كمال قائلاً: «أنت لا تصلح للتراجيديا.. أنت تصلح فقط للكوميديا».
كان ظهوره المسرحي الأول عبارة عن جملة واحدة: “لدي قطرة عسل مقابل مليمتر واحد لكل قطرة” وسط حشد من المهرجان، ثم اختفى عن الأنظار. وبعد ذلك جاءت الفرصة الأكبر من خلال العرض المسرحي لمسرحية “أنا وهو وهي” مع فؤاد المهندس وشويكار، وهكذا بدأت رحلة نجم لم يتوقف عن التألق حتى اليوم.