في زمن المجازر في غزة والتمزق بالضفة.. هل تعترف فرنسا أخيرا بدولة فلسطين؟

منذ 3 ساعات
في زمن المجازر في غزة والتمزق بالضفة.. هل تعترف فرنسا أخيرا بدولة فلسطين؟

دعت مجموعة من السياسيين والأكاديميين الفرنسيين، الخميس، فرنسا إلى تسريع الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ونظراً للحالة الإنسانية الطارئة في قطاع غزة والضفة الغربية، فإن هذه الخطوة ضرورية ولا يمكن تأجيلها. وفي مقال رأي مشترك وقعه عدد من البرلمانيين والنقابيين والأكاديميين وقادة المجتمع المدني ونشرته صحيفة لوموند الفرنسية اليومية، تحت عنوان “الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين ضرورة ملحة”، أكد الموقعون على أن الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين لم يعد مجرد خيار دبلوماسي بل ضرورة لا تحتمل التأجيل، خاصة في ظل المجازر في قطاع غزة وتفتيت الضفة الغربية.

وقال الموقعون على الرسالة إنه “على الرغم من أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أشار إلى استعداده للاعتراف بالدولة الفلسطينية، إلا أن هذا النهج لا يزال يفتقر إلى الوضوح والتطبيق العملي”.

في ظل الحصار الخانق، تواجه غزة حرباً وحشية يتم فيها قتل المدنيين دون تمييز، واستهداف العاملين في المجال الإنساني، وتدمير البنية التحتية الحيوية بشكل منهجي.

وأشار الموقعون إلى أنه في مواجهة هذا السيناريو الكارثي فإن الواقع يفرض حقيقة قاسية وهي أن الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين لم يعد مجرد خيار واحد من بين خيارات عديدة في السياسة الخارجية، بل أصبح واجباً أخلاقياً وضرورة سياسية وخطوة استراتيجية لا غنى عنها.

وتابع المقال: “لأشهر، لم تُسمع دعوات التهدئة، وانهارت عملية السلام المتبقية. وتعرض الشعب الفلسطيني لعنف شديد، بينما التزمت القوى الكبرى الصمت أو التزمت الصمت. في هذا السياق، تقع على عاتق فرنسا – وهي دولة وقّعت على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتلعب دورًا محوريًا في الاتحاد الأوروبي – مسؤولية اتخاذ موقف واضح لا لبس فيه: الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين”.

وأضافوا: “هذا الاعتراف، الذي يتماشى تمامًا مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، لن يكون خطوة رمزية أو معزولة. حتى الآن، اعترفت 148 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة بدولة فلسطين. وفي الاتحاد الأوروبي، بادرت السويد عام 2014، وحذت حذوها إسبانيا وأيرلندا والنرويج وسلوفينيا مؤخرًا. وتستعد دول أخرى لاتخاذ الخطوة نفسها قريبًا”.

**إن فرنسا مدعوة إلى الاضطلاع بدور قيادي مرة أخرى.

أكدت المقالة: “لقد حان الوقت لفرنسا لتستعيد قيادتها في هذه العملية، على أساس العدالة والوضوح السياسي. في عام ٢٠١٤، صوّت البرلمان الفرنسي بمجلسيه على الاعتراف بفلسطين. وبعد أكثر من عقد من الزمان، لم يُترجم هذا القرار الديمقراطي إلى عمل سياسي. ومع ذلك، وبالنظر إلى حجم المأساة الحالية، فقد انهارت جميع الحجج التي تُبرر هذا التردد”.

واعتبر الموقعون أيضا أن الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين سيكون امتدادا طبيعيا للالتزامات التي تعهدت بها فرنسا بالفعل في المحافل المتعددة الأطراف. وفي عام 2011، صوتت لصالح قبول فلسطين كعضو كامل العضوية في اليونسكو. ومؤخرا، في 18 أبريل/نيسان 2024، شاركت فرنسا في التصويت في مجلس الأمن على منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.


شارك