فى عيد ميلاد عادل إمام.. نقاد يرصدون الشخصية والمشهد الأبرز فى مشوار الزعيم

منذ 3 ساعات
فى عيد ميلاد عادل إمام.. نقاد يرصدون الشخصية والمشهد الأبرز فى مشوار الزعيم

طارق الشناوي: شخصيتا سرحان عبد البصير و”دسوقي أفندي” أظهرتا مهاراته كممثل.. و”سبانخ” و”نوفل” كانا الأقوى. كمال رمزي: كل مشاهده مليئة بالصدق والإبداع.. وأداؤه استثنائي في المشهد الذي يكتشف فيه نقطة ضعف المتنمر “نصف القدم”. أشرف غريب: نهاياته لها سحر خاص، خاصة في «أحلام الطائر» و«المنسي». ماجدة موريس: دورك في فيلم “الإرهاب والكباب” يعد من أهم المشاهد في تاريخ السينما. إبراهيم عبد المجيد: دخل الأماكن المحرمة في أفلام “اللعب مع الكبار”، و”النوم في العسل”، و”الغول”، و”المحامي”، و”نحن أهل الأتوبيس”.

أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى الـ85 لميلاد الفنان عادل إمام، صاحب المسيرة الفنية الحافلة بالإنجازات المتنوعة والهامة، والتي استحق من خلالها لقب “زعيم الفن العربي”.

وفي السطور التالية تستعرض الشروق آراء النقاد والمتخصصين حول أهم الأدوار التي قدمها وأهم المحطات في مسيرته الفنية.

وقال الناقد طارق الشناوي: إن حضور عادل إمام الشخصي يجعله استثناء في تاريخ الفن الاستعراضي. وفي المسرح نلتقي بشخصية سرحان عبد البصير في مسرحية “الشاهد الذي لم يرَ شيئاً”. وهو مفتاح تصوير عادل إمام في المونولوجات التي قدمها في العرض، والتي عبرت عن الإنسان الذي يعيش في عالمه الخاص. والحقيقة أنها أظهرت قدرته كممثل على تجسيد الدور. كذلك شخصية المحامي الوكيل دسوقي أفندي التي قدمها في مسرحية “أنا وهو وهي”، وشعوره بأنه ليس المحامي، بل يجسد شخصيته دون وعي.

وتابع الشناوي: «عادل إمام حالة خاصة جدًا، ووجوده أمام الكاميرا أو على المسرح أو أمام ميكروفون الإذاعة كفيل بالتأكيد بجذب الانتباه وخطف الانتباه». وفي السينما، تُعد الشخصيات التي قدمها في أفلام “النصفوت” و”الأفكاتو” و”الإنسان يعيش مرة واحدة” و”طيور الظلام” من أقوى الشخصيات الدرامية التي قدمها على الإطلاق.

ويرى الناقد كمال رمزي أن جميع مشاهده تحمل لمسة إبداعية وصدق من الصعب حصرها في مشهد واحد.

وقال: هناك عشرات المشاهد لعادل إمام أحبها وأتقن تنفيذها بشكل استثنائي، لكن أبرزها المشهد الذي يكتشف فيه نقطة ضعف بلطجي القرية صلاح قابيل في فيلم “النصف طلعت”.

وأضاف: «في هذا الفيلم نجح عادل إمام في تجسيد شخصية مشاوير التي عرفها من المشهد الأول بصدق، بمظهره الأشعث وشعره غير المرتب».

وأكد رمزي أن فيلم «الإرهاب والكباب»، الذي يعد قمة السينما المصرية عموماً، يحتوي على أكثر من مشهد، ليس فقط في قصة عادل إمام وحدها، بل إنه يوضع في سياق مواقف نموذجية تستحق الوقوف عندها. لكن المشهد الأكثر لفتاً للانتباه في الفيلم هو مشهد ضعف السلطات أمام الناس وهم يتجمعون. لقد تم تقديم هذا المشهد بطريقة رائعة وتركنا مندهشين ومتفاجئين.

وتابع: “من نقاط قوة عادل إمام أنه يحطم الصورة التقليدية للنجم الوسيم”. وجهه مصري للغاية، خالٍ من الجمال المفترض لنجوم ذلك العصر، رغم أنه يمتلك طاقة إنسانية من المشاعر والعواطف التي تتجلى في كل ملامح وجهه وفي صوته، بالإضافة إلى ارتباطاته الشعبية التي لاقت استحساناً كبيراً.

قال الناقد أشرف غريب: عادل إمام قدم 123 فيلمًا. من الصعب اختصارها في مشهد واحد، لكن الأبرز في نظري هو المشهد في نهاية فيلم “المنسي”، حيث يظهر في طريق عودته بعد هروبه من رجال كرم مطاوع الذين جاؤوا لقتله ووجهوا بنادقهم نحوه. في تلك اللحظة، ينطلق الأهالي مع شروق الشمس لتشتيت انتباههم، فيتراجع كرم مطاوع ورجاله وينزلون أسلحتهم، بينما يتراجع “المنسي” بضع خطوات إلى الوراء، وكأنه يطلب الحماية من الأهالي.

وعلق قائلا: “هذا المشهد يدل على أن عادل إمام دائما “مغطى بالناس” ومحمي لأنه يرى نفسه واحدا منهم وبالتالي يقوم الناس بتغطيته وتوفير الحماية الكاملة له”. إن هذه النهايات القوية تعطي الفيلم تأثيره الكامل، والذي يستمر حتى بعد مغادرة السينما.

قال غريب: “عندما ذهب عادل إمام إلى أسيوط لتقديم مسرحيته “الواد سيد الشغال”، سألته في طريق عودته: “ألم تخشَ أن يتسلل أحدٌ إلى الحشد الكبير الذي استقبلك، فتُصاب برصاصة طائشة؟” فأجاب بعبارته الشهيرة التي أصبحت رائجة لاحقًا: “من حمى الناس، لم يخشَ إلا رب الناس”.

وتابع غريب: “هناك مشهد آخر أثار قضية اجتماعية. إنه مشهد من فيلم “كراكون في الشارع”، حيث أُجريت معه مقابلة تلفزيونية بعد إنجاز الكراكون. وفيها، قال إنهم لا يريدون تحميل الحكومة أعباءً جديدة، بل الحفاظ على الصحراء من أجل التنمية. كانت رسالة الفيلم للسلطات الحكومية آنذاك هي منح الشباب فرصة المشاركة في تنمية الصحراء. بعد الفيلم، وسّعت الدولة جهودها لمنح الشباب أراضي صحراوية”.

وأكد أشرف غريب على سحر نهايات أفلامه، خاصة عمله مع وحيد حامد، ومنها المشهد الختامي لمسلسل «أحلام الفتى الطائر»، وأغنية «الأحلام لا تريد فرسانًا، والأحلام تتحقق مع الناس» في نهاية مسرحية «الزعيم»، والتي تلخص فكرة المسرحية.

قالت الناقدة ماجدة موريس: “قدّم عادل إمام عشرات المشاهد المهمة، لكن هناك مشاهد لا تُنسى في أعماله، أبرزها مشهد فيلم “السفارة في العمارة” عندما يطّلع المهندس شريف خيري، الشخصية التي جسّدها عادل إمام في الفيلم، من نشرة الأخبار التلفزيونية على جنازة صديقه الطفل الفلسطيني “إياد”. قدّم عادل إمام المشهد ببراعة، ويُعد الفيلم من أهم أفلامه وأكثرها تأثيرًا. يحتوي سيناريو الفيلم على العديد من المواقف المهمة، كما تُعدّ الشخصية التي يجسّدها في “الإرهاب والكباب” من أهمّ أدوار عادل إمام، لا سيما أنها حملت طابعًا اجتماعيًا من خلال المواطن الذي يقصد مجمع التحرير لحل مشكلته ويكتشف مشاكل الناس. تُعد هذه الشخصية، بمواقفها وتفاصيلها، الأبرز في تاريخ السينما والدراما بشكل عام.

وتابع موريس: «المشهد الجيد الذي يبقى في ذاكرتنا، والذي يلعب فيه الممثل دورا مهما للغاية ويحاول أن يكون مبدعا فيه، يجب أن يعتمد على سيناريو ناجح وجيد يلامس الشخص وعلى توجيه وقيادة مخرج عظيم ومهم». بدون سيناريو مهم وإخراج جيد، لا يستطيع الممثل بمفرده أن يخلق مشهدًا عظيمًا أو يكون مبدعًا فيه.

وعن المشهد الأبرز في الدراما التليفزيونية التي قدمها عادل إمام، قال موريس: «هناك عدة مشاهد في مسلسل دموع في عيون وقحة، منها المشهد الذي يحاول فيه الموساد تجنيد «جمعة الشوان»، الشخصية التي جسدها في المسلسل، وأيضاً المشهد الذي يحاول فيه خداع رجل الموساد الذي جاء للتفاوض معه».

قال الكاتب والروائي إبراهيم عبد المجيد: عادل إمام فنان غزير الإنتاج وله العديد من المشاهد التي لا تنسى في أفلامه ومسرحياته. تتراوح أفلامه بين المتعة السريعة والمتعة المستمرة، مع أفلام تغامر في مناطق محظورة في السينما، مثل “الإرهاب والكباب”، “طيور الظلام”، “اللعب مع الكبار”، “النوم في العسل”، “الغول والمحامي” و”نحن ركاب الحافلة”. وقد ساهم كتاب ومخرجون مثل وحيد حامد، ولينين الرملي، وشريف عرفة، ورأفت الميهي في وضعها في قلب قضايانا المصرية المصيرية.

وأضاف: «عادل إمام يجسد الكوميديا والدراما في روحه. إنه ممثل لا يُصنّف في خانة واحدة، وكان دوره في مسرحية «مدرسة المشاغبين» انطلاقته الكبرى في المسرح».


شارك