من قوائم الإرهاب إلى لقاء ترامب.. كيف تطورت العلاقة بين أحمد الشرع والولايات المتحدة؟

منذ 4 ساعات
من قوائم الإرهاب إلى لقاء ترامب.. كيف تطورت العلاقة بين أحمد الشرع والولايات المتحدة؟

ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إن من المتوقع أن يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل غير رسمي رئيس الحكومة السورية الحالية أحمد الشرع في الرياض الأربعاء. وسيكون هذا أول اجتماع من نوعه منذ ربع قرن. عندما التقى الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون بالرئيس الراحل حافظ الأسد في جنيف عام 2000.

وقال المسؤول الأميركي إن “الرئيس وافق على استقبال الرئيس السوري غدا خلال إقامته في السعودية”.

بدوره، أضاف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كلمته خلال المنتدى الاستثماري السعودي الأمريكي، الثلاثاء، أنه ينوي رفع العقوبات المفروضة على سوريا. وأشار إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى إعطاء البلاد “فرصة الازدهار”.

وتابع ترامب: “هذه العقوبات شلت الاقتصاد السوري وكانت ضرورية في الماضي، ولكن الآن حان الوقت لكي تشرق سوريا مرة أخرى”.

وعقب الإعلان، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تظهر الاحتفالات في عدد من الشوارع السورية. وخرج المواطنون إلى الشوارع بسياراتهم، وهم يلوحون بالأعلام ويرددون الشعارات الترحيبية بالقرار الأميركي.

ويحمل لقاء ترامب مع الشرع أهمية خاصة. وشهدت علاقة الرئيس السوري الجديد مع الولايات المتحدة تحولاً دراماتيكياً بعد تورطه في صدامات مع الولايات المتحدة ضمن صفوف تنظيم القاعدة في شبابه المبكر، ووضعه بالتالي على قائمة المطلوبين. ومع سقوط نظام الأسد، تغيرت نبرة الجانبين من المواجهة إلى التقارب والتعاون.

*الجهاد في العراق ومعسكر بوكا

بدأ الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، مسيرته القتالية بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، حيث انضم إلى تنظيم القاعدة، الذي شكل لاحقًا النواة الأصلية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

وفي عام 2005، سُجن في معسكر بوكا، أحد أهم مراكز الاحتجاز التابعة للجيش الأميركي. وهناك تبلورت معتقداته الجهادية، والتقى بأبي بكر البغدادي، الذي أصبح فيما بعد زعيم التنظيم المعروف باسم داعش، بحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

على رادار واشنطن: كيف أصبح الجولاني هدفًا بـ10 ملايين دولار

وبحسب قناة الحرة الأميركية، فإن أحمد الشرع المعروف سابقاً باسم أبو محمد الجولاني انخرط في الجهاد بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وانضم إلى تنظيم القاعدة تحت قيادة أبو مصعب الزرقاوي. وألقي القبض عليه لاحقا من قبل القوات الأمريكية وقضى خمس سنوات في أحد سجون الولايات المتحدة.

وفي عام 2011، عندما اندلعت الثورة السورية، كلفته قيادة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق بتأسيس فرع له في سوريا. أسس جبهة النصرة التي أصبحت فيما بعد أحد أهم فروع تنظيم القاعدة في المنطقة.

وفي عام 2013، أدرجت وزارة الخارجية الأميركية جماعة الشرع على قائمة الإرهاب العالمية، متهمة جبهة النصرة بتنفيذ تفجيرات وهجمات أسفرت عن مقتل الآلاف من المدنيين.

وبحسب تقرير ستراتفور الذي نشر في العام نفسه، كان الجولاني يعتبر ركيزة أساسية في مشروع القاعدة الإقليمي، خاصة بعد أن صرح في مقابلة أنه نجح في توسيع المنظمة من مجموعة صغيرة إلى آلاف المقاتلين في غضون بضعة أشهر فقط.

وفي عام 2016، أعلن الجولاني فك ارتباطه بتنظيم القاعدة، وتغيير اسم جماعته إلى جبهة فتح الشام، ثم إلى هيئة تحرير الشام. واعتبر كثيرون هذه الخطوة محاولة لتحسين صورته أمام المجتمع الدولي، لكن وزارة الخارجية الأميركية وصفت الخطوة بأنها “مناورة تكتيكية”، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وفي عام 2017، عرضت الولايات المتحدة مكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد مكانه أو اعتقاله. وظلت المكافأة سارية المفعول حتى بعد سقوط الأسد وظهور الشرع العلني في التجمعات الشعبية أو مقابلاته مع الصحف والإذاعات الأجنبية.

وبعد نحو أسبوعين أبلغ مبعوث أميركي رئيس الحكومة الجديد بإلغاء المكافأة المخصصة لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله. وفي الوقت نفسه، رحب بـ”الرسائل الإيجابية” التي عبر عنها خلال المحادثات معه، بما في ذلك الوعد بمكافحة الإرهاب.

*الشريعة تبارك فوز ترامب: زعيم سيجلب السلام

في أعقاب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أصدر أحمد الشرع، ممثل الحكومة الجديدة في سوريا، بيانًا رسميًا جاء فيه: “لقد جلب العقد الماضي معاناة هائلة لسوريا، ودمر الصراع بلدنا، وزعزع استقرار المنطقة. ونحن على ثقة بأن الرئيس ترامب هو من سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط ويعيد الاستقرار إلى المنطقة”.


شارك