عقب تسجيل 600 ألف إصابة.. ألمانيا تحارب وباء ما بعد كورونا

تشعر السلطات الألمانية بقلق متزايد إزاء العدد المتزايد لحالات متلازمة التعب المزمن (CFS) نتيجة لتأثير جائحة كوفيد-19. وأظهرت التقارير الرسمية وتقارير أخرى من مؤسسات بحثية ارتفاعاً كبيراً في عدد الحالات، مما دفع السلطات الصحية إلى إطلاق مبادرات تشخيصية وعلاجية جديدة.

وذكرت صحيفة “ميونيخ آي” الألمانية أن عدد حالات الإصابة بمتلازمة التعب المزمن، المعروفة أيضًا باسم التهاب الدماغ والنخاع العضلي، ارتفع بشكل كبير منذ بداية جائحة كوفيد-19.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 600 ألف شخص في مختلف أنحاء ألمانيا يعانون حالياً من هذا المرض الخطير. ويقدر الخبراء أن هذا العدد تضاعف خلال جائحة كوفيد-19.

وتوضح الصحيفة أن أعراض متلازمة التعب المزمن تشمل التعب الشديد الذي يستمر لأكثر من ستة أشهر، مصحوبا بضعف الإدراك واضطرابات النوم. يُشار إلى أن هذه الأعراض تزداد سوءًا مع بذل مجهود بدني أو عقلي.

وبحسب موقع “ميونيخ آي”، أصبح المرض أكثر وضوحًا بسبب ارتباطه بالتأثيرات طويلة المدى لمرض كوفيد-19، المعروف باسم كوفيد الطويل، على الرغم من أن العديد من الأشخاص كانوا يعانون منه بالفعل قبل الوباء.

ولمعالجة المخاوف المتزايدة بشأن متلازمة التعب المزمن، انعقد مؤتمر دولي في برلين يوم الاثنين، تزامنا مع اليوم العالمي لمتلازمة التعب المزمن. جمع المؤتمر ما يقرب من 200 من المتخصصين الطبيين والباحثين لمناقشة تطوير خيارات العلاج والحالة الحالية للأبحاث حول هذا المرض.

على الرغم من المبادرات الرامية إلى رفع مستوى الوعي بشأن متلازمة التعب المزمن وكوفيد الطويل الأمد، يؤكد خبراء الصحة أن النظام الصحي لا يزال لا يلبي احتياجات المتضررين.

وسلطت كارمن شايبنبوغن، مديرة مركز شاريتيه للتعب المزمن في برلين، الضوء على العيوب الكبيرة في فعالية الأدوية وبروتوكولات العلاج لمتلازمة التعب المزمن، فضلاً عن الافتقار إلى التعليم والتوعية بالمرض في برامج التدريب الطبي.

وأوضح شايبنبوغن أن هناك حاجة لدورات تعليم مستمر تركز على متلازمة التعب المزمن.