وزير الأوقاف: مصر والأزهر يحملان رصيدا تاريخيا من العقول التي رأت أبعد مما ترى أعين الناس

منذ 2 شهور
وزير الأوقاف: مصر والأزهر يحملان رصيدا تاريخيا من العقول التي رأت أبعد مما ترى أعين الناس

أكد الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، أن استحضار التجارب الفكرية العظيمة في تاريخ الأزهر الشريف أمر ضروري لبناء مستقبل إصلاحي. واستشهد الأزهري بسيرة الشيخ حسن العطار ووصفه بأنه «رائد في الفرادة العلمية» مهد الطريق لرؤية رفاعة الطهطاوي الإصلاحية، كما مهد الطريق لرؤية الدكتور إياد طنطاوي. علاوة على ذلك، مهد الطريق للإصلاحات وبناء الجسور بين الحضارات.

جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر العلمي الدولي الأول “الأزهر ونشأة المصلحين” الذي نظمته كلية العلوم الإسلامية والعربية للطلاب الوافدين بمركز مؤتمرات الأزهر الشريف برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

وتطرق الأزهري إلى جوانب من حياة العطار، قائلاً إنه نشأ في مصر في زمن ازدهار علمي واقتصادي، ولم يضطر أحد من علماء الأزهر إلى ترك الجامعة بحثاً عن الرزق. ومع ذلك قرر العطار العيش في الخارج، فسافر إلى القدس والقدس الشرقية، ثم إلى الأردن، ثم إلى دمشق حيث درس الطب، قبل أن يكمل رحلته إلى الأناضول وتركيا حتى وصل إلى ألمانيا وتزوج هناك.

وأوضح أن منفى العطار لم يكن مجرد رحلة جغرافية، بل كان رحلة عبر أعالي الوعي التي أثرت على تشكيل عقله ونظرته للعالم. وكان في السابق ملماً بالعلوم العربية والإسلامية، وله مؤلفات في أصول الفقه. ولكنه تحرر من عباءة التقاليد وغامر بمفرده في فضاء التجديد، بروح لا يضاهيها إلا زملاؤه.

وأعلن نفسه رائداً في فهم العلوم العقلية ورائداً في فهم الأصول والاختراعات التي شهدها في أوروبا. وهذا ما جعله واحداً من أبرز علماء عصره عندما عاد إلى مصر. لقد جلب معه وعيًا جديدًا بسبل الحضارة وفهمًا عميقًا للتغيرات الكبرى التي تحدث في العالم.

وأكد أن العطار بخبرته الواسعة هو الذي مهد الطريق لرفاعة الطهطاوي الذي لم يكن عالماً فحسب بل منفذاً لرؤية العطار. وبينما وضع العطار نموذج الفكر، قام الطهطاوي بتنفيذ الإصلاحات وبنى جسوراً حقيقية بين الحضارات تعتمد على الإدراك العميق والانفتاح الواعي.

وفي ختام كلمته وصف الأزهري الشيخ حسن العطار بأنه زعيم المصلحين وإمام المحدثين، مؤكداً أن مصر والأزهر لديهما إرث تاريخي من العقول التي رأت ما وراء ما يراه الناس العاديون، وأن استمرار الإصلاح يبدأ بالتعامل مع هذه النماذج والاستلهام منها بروح عصرية.


شارك