ثوران وشيك لبركان تحت الماء قبالة الساحل الغربي الأمريكي يثير قلق العلماء

منذ 19 ساعات
ثوران وشيك لبركان تحت الماء قبالة الساحل الغربي الأمريكي يثير قلق العلماء

تشهد أعماق المحيط الهادئ، على بعد مئات الكيلومترات من سواحل ولاية أوريغون الأميركية، نشاطاً بركانياً متزايداً، وهو ما يشير، وفقاً لتقارير علمية حديثة، إلى ثوران هائل وشيك للبركان المعروف باسم “أكسيال سي ماونت”، والذي يقع على عمق 1.6 كيلومتر تحت السطح.

يقع البركان في منطقة نشطة جيولوجياً حيث تصطدم صفيحتان تكتونيتان، صفيحة المحيط الهادئ وصفيحة خوان دي فوكا، مما يؤدي إلى تراكم مستمر للضغط مع ابتعادهما عن بعضهما البعض. اكتشف علماء في جامعة واشنطن، كجزء من مبادرة المراصد البحرية التابعة للمؤسسة الوطنية للعلوم (NSF)، زيادة كبيرة في عدد الزلازل وزيادة في حجم البركان، مما يشير إلى ثوران وشيك.

وقال البروفيسور ويليام ويلكوك، أستاذ الجيوفيزياء البحرية في جامعة واشنطن، لشبكة CNN، إن البركان يشهد حاليا مئات الزلازل يوميا، على الرغم من أن هذا العدد لا يزال أقل من المسجل خلال ثوران عام 2015. وقال إنه يتوقع أن يحدث الثوران “إما هذا العام أو أوائل عام 2026 أو ربما غدا”.

297147_11zon

خلال ثوران البركان عام 2015، لاحظ الفريق حوالي 10 آلاف زلزال في غضون 24 ساعة فقط، حيث تسربت الصهارة لمسافة 40 كيلومترًا عبر قاع البحر. انهارت حجرة الصهارة، لتشكل حفرة ضخمة، كالديرا، مليئة بالحياة البحرية بفضل الغازات المعدنية المتسربة من الينابيع الحرارية.

وقالت الدكتورة ديبي كيلي، مديرة شبكة الكابلات الإقليمية بجامعة واشنطن، لنفس المحطة إنه على الرغم من الأضرار المؤقتة التي لحقت بالنظام البيئي بسبب تدفقات الحمم البركانية، فإن هذه البيئات القاسية تحت الماء تشكل موطنًا غنيًا للميكروبات وأن النظام البيئي يتعافى بسرعة في غضون بضعة أشهر.

وأشار كيلي إلى أنه من غير المتوقع أن يكون الثوران المحتمل متفجرا أو ملحوظا على الأرض. وأوضح أن “البركان يقع على عمق كبير تحت سطح الماء ولا يمكن أن تحدث سوى تدفقات طفيفة من الحمم البركانية تحت الماء”. وأضافت أن الطبيعة الهادئة نسبيا للبركان توفر فرصة نادرة لبث الثوران التالي على الهواء مباشرة – وهي تجربة تحدث مرة واحدة في العمر.

وعلى نحو مماثل، وثّق باحثون في أبريل/نيسان الماضي ثورانًا بركانيًا تحت الماء لأول مرة خلال مهمة روتينية في المحيط الهادئ بالقرب من كوستاريكا. وقد لاحظوا تدفقات نشطة من الحمم البركانية وانفجارات بركانية مفاجئة، وهو المشهد الذي وصفوه بأنه “شواء أنابيب البحر المحترقة”.

وتزامن توقيت الانفجارات السابقة لجبل أكسيال البحري (1998 و2011 و2015) مع مسافة الأرض عن الشمس بين شهري يناير وأبريل. وهذا دفع العلماء إلى الاعتقاد بأن نشاطها كان بسبب قوى الجاذبية الناجمة عن المد والجزر، والتي أثرت بدورها على الضغط في حجرة الصهارة وربما أدت إلى انهيارها.

ويواصل العلماء مراقبة البركان عن كثب، ويتوقعون أن يشهدوا واحدة من أندر الظواهر الجيولوجية التي ساهمت في تشكل كوكب الأرض.


شارك