من قطور لدمنهور.. رحلة فاطمة وزميلاتها في البحث عن الرزق مع التوت بالبحيرة -صور

وصل القطار القادم من طنطا إلى دمنهور. تمكنت فاطمة وزملاؤها من الفرار ومعهم أواني ألومنيوم على رؤوسهم. ولم يمنعهم ثقل القدر وما فيه من محتوياته من السير بسرعة وكسب عيشهم في سباق مع الزمن. وكان كل واحد منهم يأمل في بيع سريع ومربح، وبعد ذلك يعودون من نقطة البداية راضين.
من قرية سرد بمركز قطور بمحافظة الغربية والقرى المجاورة، حيث يقع أكبر مركز لزراعة التوت في مصر، تأتي النساء والفتيات محملات بالفاكهة الشعبية لبيعها في محافظة البحيرة خلال موسم عمل لا يستمر أكثر من بضعة أسابيع خلال موسم الحصاد في شهري أبريل ومايو.
تشرح فاطمة: “نقطف الثمار عند الفجر من السوق. يزن الحصاد ما بين 50 و60 كيلوغرامًا. نحصد الشراب صباحًا. عددنا يزيد عن 25 شخصًا، بعضنا يذهب إلى دمنهور، وبعضنا إلى أماكن أخرى”.
وأضافت: “لكلٍّ منا مكانٌ ومساحةٌ يُنشئ فيها متجره. نتفق مع دراجة ثلاثية العجلات تنتظرنا عند بوابة المحطة وتعرف موعد وصولنا. ننقل بضائعنا بها، وتنقل كلًّا منا إلى مكانه. نبقى مع بضائعنا حتى نبيعها ونغادر في نهاية اليوم”.
تشرح فاطمة: “أعمل في هذه الوظيفة لبضعة أسابيع فقط، لأن الثمار لا تبقى على الأشجار طويلًا من الأسبوع الثاني من أبريل إلى الأسبوع الثالث من مايو. أما بقية العام، فنقوم بمهام أخرى. بعضنا يقوم بأشياء أخرى، والبعض الآخر يعمل في الحقول يوميًا، لكننا لسنا جميعًا سواء”.
وعن أسعارها، تقول فاطمة: “هناك أنواع عديدة من التوت، لكن أشهرها التوت الأبيض والأسود والعماني. نبيع ربع الكيلو بخمسة وعشرين جنيهًا، وفي نهاية اليوم نرتاح ونبيع الربع الكيلو الجاهز بعشرين جنيهًا لنعود إلى المنزل قبل غروب الشمس. الحمد لله أننا مضطرون للعودة. إنه شيء يملأ فراغ بيوتنا المفتوحة، ولأجل أطفالنا الذين نرعاهم”.