رابطة المستأجرين ترفض مشروع قانون الإيجار القديم: يتعارض مع القانون ويتبنى مطالب الملاك فقط

وأعلنت جمعيات وتجمعات المستأجرين، وكذلك الجبهة الشعبية للعدالة الاجتماعية، رفضها القاطع لنهج الحكومة في قضية الإيجار القديم، مشيرة إلى أن الحكومة أخفت مشروعها ولم تلتزم بالحوار مع السكان حول هذه القضية قبل تقديم مقترحها.
وقالت إن مشروع القانون كان غير مدروس وتم رفضه لأنه يتعارض مع أحكام المحكمة الدستورية العليا. وقالت إن هذا القانون يلبي مطالب طرف واحد، أي أصحاب العقارات، ويهدد حقوق المستأجرين.
جاء ذلك خلال المؤتمر الموسع الذي عقدته الجمعية مساء أمس. وشارك في المؤتمر عدة أحزاب، كما حضر نائبان في البرلمان، هما النائبان عاطف مغاوري وسناء السعيد، بالإضافة إلى النائب السابق هيثم الحريري. هدف اللقاء إلى مناقشة أبعاد مشكلة الإيجارات القديمة في ضوء مشروع القانون المقدم من الحكومة.
ورفضت الرابطة البنود الواردة في المسودة بشأن ما يسمى بمرحلة انتقالية وإنهاء العقود الحالية بعد خمس سنوات.
واعتبرت ذلك “انتهاكاً صارخاً لحقوق المستأجرين والدستور والقانون”، حيث أن المحكمة الدستورية أكدت بوضوح في جميع أحكامها، وخاصة تلك الصادرة عامي 2002 و2011، أن تمديد العقود القائمة لتشمل جيلاً من الزوجة والوالدين والأبناء الذين يعيشون مع المستأجر الأصلي هو أمر دستوري. وأصبح هذا التمديد ملزما لجميع مؤسسات الدولة.
كما رفضت مشروع القانون الحكومي الذي اقترح زيادة “غير عادلة” في الإيجارات بمقدار 20 ضعف قيمة الوحدات السكنية، وبأقل من 1000 جنيه مصري، وخمسة أضعاف قيمة الوحدات التجارية.
وقالت إن هذه الزيادات تتناقض أيضاً مع حكم المحكمة الدستورية بعدم دستورية لجان تحديد الأجور التي أنشئت بالقانون رقم 136 لسنة 1981.
ورفضت الجمعية أيضًا إدراج المشاريع التجارية ضمن المشاريع السكنية ضمن المشروع الحكومي، وهو البند الذي لم يتضمنه حكم المحكمة الدستورية عام 2024. وأكدت الجمعية أن الحلول البديلة التي اقترحتها الحكومة للمستأجرين المطرودين من منازلهم أو أعمالهم غير مقبولة.
وتابعت: “تتجاهل الحكومة أن غالبية المستأجرين – السكنيين والتجاريين – قد دفعوا سابقًا ودائع تأمين كبيرة بلغت نصف الإيجار على الأقل. علاوة على ذلك، حصل الملاك على مواد بناء مدعومة من الحكومة مقابل وعد بتأجير الوحدات وفقًا للشروط السارية آنذاك. لذلك، إذا أرادت الحكومة إخلاء المستأجر اليوم، فسيتعين عليها إعادة قيمة وديعة التأمين التي دفعها (مُقدرة بسعر الذهب آنذاك) وإعادة الدعم الحكومي لمواد البناء (مُقدرة أيضًا بسعر الذهب اليوم).” وأكدت الجمعية التزامها باستمرار العقود الحالية حتى وفاة الجيل الأول، وبالتالي رفضت أي فترة انتقالية. ورفض زيادات الإيجار التعسفية، والتي تعني الإخلاء من الباب الخلفي، كما رفض فكرة تحرير الإيجار أو تعديله بما يتناسب مع ما يسمى بالقيمة السوقية. ودعا إلى زيادة الإيجارات بشكل معتدل ومتوازن، من خلال قياس معدلات الزيادة في الإيجارات السكنية مقابل معدلات الزيادة في الإيجارات التجارية في عام 1997. ودعا إلى إقرار قانون لجمعية السكان ينظم مساهمة الجميع في نظافة وصيانة العقار.
وتابعت الجمعية: “يلبي مشروع القانون مطالب بعض الملاك الجدد والجدد بشكل كامل، ويُهدر الحقوق المشروعة لثلاثة ملايين مستأجر سكني وتجاري، يمثلون ما لا يقل عن 15 مليون ساكن وعامل في العقارات التجارية. وهذا يُهدد السلم الاجتماعي في البلاد، وسيؤدي إلى تضخم جامح من خلال الإيجارات غير المنضبطة”.