واشنطن بوست: إسرائيل تعيد رسم خريطة غزة.. ووجود الفلسطينيين يقتصر على ثلث القطاع

نشرت صحيفة واشنطن بوست، الخميس، تقريرا عن قيام إسرائيل بإعادة رسم خريطة قطاع غزة، وتقليص الوجود الفلسطيني إلى ثلث القطاع.
وأوضحت أنه منذ انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت القوات الإسرائيلية نحو 70% من قطاع غزة “منطقة حمراء” عسكرية أو أمرت بإخلائها.
أوامر الإخلاء الإسرائيلية
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن الأمم المتحدة قولها إن القوات الإسرائيلية قامت بتغيير خريطة القطاع بشكل جذري خلال الأسابيع الستة منذ استئناف الحرب في غزة. لقد حولوها إما إلى “منطقة حمراء” عسكرية أو أجبروها على الإخلاء، مما أجبر مئات الآلاف من الفلسطينيين على النزوح إلى أراضٍ تتقلص مساحتها باستمرار.
وزعم الجيش الإسرائيلي أن أوامر الإخلاء سمحت للمدنيين بالفرار من القتال، مشيرا إلى أن الذين بقوا يعتبرون مقاتلين.
وفي الممارسة العملية، يقول الفلسطينيون إنهم غالبا ما يضطرون إلى الفرار تحت النيران بسبب أوامر الإخلاء.
وأثرت أوامر الإخلاء الأخيرة أيضًا على المناطق الحدودية والمراكز السكانية وأدت إلى نزوح أكثر من 420 ألف شخص، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
علاوة على ذلك، قامت إسرائيل بتوسيع “منطقتها الأمنية”، والتي تسمى أيضًا المنطقة العازلة، على طول الحدود بين غزة وإسرائيل.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن هذه الخطوة تهدف إلى منع حماس من تنفيذ هجوم مماثل لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، أشار مسؤولون إسرائيليون إلى أنهم لا ينوون التخلي عن هذه الأراضي. وأوضحوا أن المناطق التي يتمركز فيها الجيش تعتبر “مناطق محظورة”، وأن الفلسطينيين معرضون لإطلاق النار إذا اقتربوا منها.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن أكبر عملية توسعة حدثت في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وأُمر الفلسطينيون بإخلاء البلدة الشهر الماضي عندما دخلتها القوات الإسرائيلية.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن مدينة رفح الحدودية وممر فيلادلفيا، اللذين كانا تحت سيطرة إسرائيل على طول هذه الحدود، يشكلان جزءا من المنطقة العازلة. وأشار إلى أن إسرائيل أعلنت هذا الشهر أن المنطقة العازلة تمتد الآن شمالا إلى مدينة خان يونس وممر موراج-بارثا الذي تم الإعلان عنه مؤخرا.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أن هذه التغييرات الكبيرة على خريطة قطاع غزة حدثت منذ أن أنهت إسرائيل وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين في 18 مارس/آذار الماضي واستأنفت عمليتها العسكرية.
في حين يزعم المسؤولون الإسرائيليون أن هذه الخطوات تأتي لأسباب أمنية وللضغط على حماس لإطلاق سراح السجناء الإسرائيليين، أشار مسؤولون إسرائيليون، وفقا لصحيفة واشنطن بوست، إلى أن التغييرات الإقليمية قد تنذر باحتلال طويل الأمد لقطاع غزة قد يستمر لعدة أشهر أو أكثر. من جانبها، حذرت وكالات الإغاثة الإنسانية من أن أوامر الإخلاء وتوسيع المناطق العازلة تعزل آلاف الفلسطينيين عن أراضيهم وتحرمهم من المساعدات المحدودة أصلا بسبب الحصار الإسرائيلي الشامل لقطاع غزة، والذي استمر قرابة شهرين.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، فإن المناطق التي تم إخلاؤها حاليا تشمل نصف آبار المياه في قطاع غزة، فضلا عن العديد من المرافق الطبية وغيرها من المرافق الحيوية.