عباس شومان: المساواة المطلقة بين الرجال والنساء في الميراث تظلم النساء وتضيع عليهن الكثير من الحقوق

منذ 5 ساعات
عباس شومان: المساواة المطلقة بين الرجال والنساء في الميراث تظلم النساء وتضيع عليهن الكثير من الحقوق

قال الدكتور عباس شومان رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر والأمين العام لهيئة كبار العلماء، إن الميراث مسألة نهائية لا تقبل الجدل، حيث نظمه القرآن الكريم تفصيلاً في كل الأحوال. إن الادعاء بأن المرأة مجحفة في تقسيم الميراث ادعاء باطل، لأن الذي يقسم الميراث هو الله تعالى، وما فرضه الله هو ضرب من العدل.

وأضاف: “إن المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة في قانون الميراث تظلم المرأة وتحرمها من حقوق كثيرة. فعلى سبيل المثال، تحصل المرأة التي لديها ابنة على النصف، ويحصل زوجها على الربع، وتحصل الابنة على الباقي وارثةً عن طريق الأب. وفي حالة الجدة لأم والجد لأم، تحصل الجدة لأم على التركة كاملةً، أي ثلاثة أضعاف ما حصل عليه الزوج. إن المساواة بين الرجل والمرأة في الحالات التي تحصل فيها المرأة على أقل من الرجل – وهو أمر نادر جدًا في قانون الميراث – هي مسألة انتقائية وتتعارض مع المنهج العلمي. جميع النقاط التي يثيرها دعاة عدالة المرأة هي في الحقيقة ظلمٌ لها. لم تُظلم المرأة في قانون الميراث، لأن الذي حدد أنصبتها هو الله عز وجل. ولذلك بدأت الأنصبة بكلمة “نصيب ثابت”، أي ثابت وواجب.”

جاء ذلك خلال اللقاء الأسبوعي لمنتدى الأزهر للقضايا المعاصرة بالجامع الأزهر بعنوان “وجوب الميراث.. شبهات وردود”، برئاسة الدكتور هاني عودة مدير الجامع الأزهر، وإدارته.

أوضح رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر أن حصص الميراث واجبة، وأن من خالفها وفق القرآن الكريم فهو على باطل وضال، كما قال تعالى: {وَيَسْتَفْتَرُونَكُمْ قُلْ اللَّهُ يُفَتِّحُكُمْ فِي الَّذِينَ لَمْ يَكُن لَهُمْ وَلَدٌ إِلَّا أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا، فَإِنْ لَمْ يَكُن لَهَا وَلَدٌ فَلِلأُخْتَيْنِ إِنْ وُجِدَتا فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ، وَلِلإِخْوَةِ وَلَِلزَّوْجِ مِثْلُ حَصْيِ الزَّوْجَةِ، يُبَيِّنُ لَكُمْ اللَّهُ لَا تَضِلُّوا، وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. ولذلك حذر النص القرآني من ارتكاب مثل هذه الجريمة بقوله: (لكي لا تضلوا). لا يجوز لأي إنسان، مهما كان، أن يغير قواعد الميراث التي فرضها الله تعالى. إن القول بأن آيات الميراث يمكن تفسيرها بشكل مختلف هو تدليس وإهانة لكتاب الله.

وفي ختام الندوة أكد الدكتور هاني عودة مدير عام الجامع الأزهر أن آيات الميراث تنظم مسألة الميراث بين المستحقين، وأن من يتكلم على خلاف نصوص القرآن الكريم إنما يحاول تشويش الناس على دينهم. ومن يدرس الفقه الإسلامي في الميراث يجد أن الله تعالى قسمه قسماً يضمن المنفعة الحقيقية للمستحقين للإرث.


شارك