نقابة الأطباء ترد في نقاط على جدل قانون المسئولية الطبية: لا يوجد نص تشريعي في العالم كامل الأوصاف

وأوضحت النقابة العامة للأطباء أنه في ضوء الخلافات والاعتراضات على بعض أحكام قانون المسؤولية الطبية، فإنها رأت ضرورة توضيح الصورة العامة وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي تم تداولها في الآونة الأخيرة.
وفي بيان أصدره اليوم، قال الاتحاد إنه لا يوجد نص قانوني مثالي على مستوى العالم، لكن التجربة تصحح مسارها باستمرار. والدليل على ذلك أن كافة قوانين البلاد، حتى الدستور، تم تعديلها مراراً وتكراراً. هذه هي طبيعة التشريع.
وأشار الاتحاد إلى ما يلي:
1- يقال أن القانون لا ينص صراحة على تغطية كافة التعويضات ولا نعلم ما هي وثيقة التأمين؟ في الواقع، إن إدراج هذا الجانب السلبي مبني على سوء فهم واستباق للأحداث، إذ توضح اللائحة التنفيذية كيفية تعاقد مقدم الخدمة مع الصندوق أو شركة التأمين وما إذا كان يريد تغطية كلية أم جزئية، وكذلك أساس التغطية القصوى التي يتم على أساسها تحديد قيمة الاشتراك.
ويخضع هذا الترتيب لتقدير مقدم الخدمة، حيث أن الأطباء الباطنيين، على سبيل المثال، لا يحتاجون إلى مجموعة كاملة من الخدمات التي قد يحتاجها الجراحون. لذلك فإن الأمر يخضع لتقدير الطبيب واختلاف وتنوع التخصصات.
2- (المادة 23): يقال إن عبارة “مع عدم الإخلال بعقوبة أشد” فتحت المجال لتطبيق قانون العقوبات على الطبيب وفق جميع مواده. والواقع أن التطرق المتعمد لهذه النقطة ينم عن عدم الإلمام بالتفسير القانوني ومبدأ شرعية نصوص القانون الجنائي. الجواب البسيط هو أنه لا يوجد قانون آخر غير قانون الإهمال الطبي الذي يحدد الممارسة الطبية. ولذلك لا مجال لتطبيق أحكام قانون العقوبات على الممارسة الطبية، إذ لا يوجد تعريف لها خارج قانون العقوبات.
إن هذه العقوبة متضمنة ومنصوص عليها في جميع القوانين الخاصة، لأنه على سبيل المثال، إذا تم الاعتداء على مقدم الخدمة الطبية بقصد إرهابه، فلن يعاقب الجاني بالعقوبة المشددة دون هذا النص. وإلا فإن المعتدي الذي تسبب في وفاة مقدم الخدمة الطبية لا يمكن معاقبته إلا بالسجن لمدة ستة أشهر، وهو ما يتعارض مع قانون العقوبات.
3- (المادة 25): قيل إن عقوبة الاعتداء على الفريق الطبي ضعيفة. والجواب هو أن عبارة “دون المساس بالعقوبات الأشد” أدرجت لتوفير مجال لتطبيق عقوبات أكثر صرامة في حالة وقوع هجوم عنيف على العاملين في المجال الطبي.
4- (المادة 26): يقصد بها العقوبات المقررة للفصل في المخالفات المهنية التي تقع على الأطباء والمؤسسات الطبية. وفي التعليق نسي – أو تظاهر البعض بالنسيان – أن المسؤول عن المنشأة يحاسب بنفس العقوبة التي يحاسب بها الطبيب. وبطبيعة الحال، لا يتجاوز الأطباء هذه المحظورات، مثل التصريحات وتسهيلات التحضير، إذ من واجب الطبيب التأكد من أن كل منشأة طبية يعمل بها حاصلة على ترخيص، وفي الحالات غير العاجلة، الحصول على موافقة المريض على الإجراء الجراحي.
5- (المادة 27) يعد وجود الغرامة بعد إلغاء عقوبة الحبس والغرامة عقوبة جنائية. ورغم أن مجلس النقابة ناضل من أجل وضع المسؤولية الطبية في إطار المسؤولية المدنية وليس الجنائية، إلا أن إصرار المشرع على هذا الإطار كان هو الحل لمحاولة تخفيض الغرامة، فتم تخفيضها من مليون جنيه إلى قيمة تتراوح بين 10 آلاف و100 ألف جنيه كحد أقصى.
ونظراً للوضع القانوني الحالي، الذي ينص على كفالة تصل إلى 100 ألف جنيه مصري ويعرض الطبيب للسجن، فإن النص الجديد أفضل بكثير من الوضع الحالي، وسوف نعمل جميعاً معاً لمحاولة تعديل النص للاعتراف بالمسؤولية الطبية كمسألة مدنية.
6- (المادة 29) معاقبة الشكاوى الكيدية، وهو أمر محمود ونعتبره جيداً جداً، إذ أنه على الأقل يساعد على منع نسبة كبيرة من الشكاوى الكيدية الواضحة.
ودعت النقابة العامة للأطباء جميع الأعضاء إلى تفسير النصوص بدقة والاستعانة بخبراء قانونيين لضمان التفسير الصحيح وإزالة أي سوء فهم بشأن القانون. وأشارت النقابة إلى أنه من خلال التنفيذ والتعاون مع الأطباء سيتم متابعة الوضع على الأرض والعمل على معالجة أي سلبيات في التنفيذ، لأن القوانين ليست من عند الله ويمكن تغييرها حسب الظروف والأحوال.