برنامج الأغذية العالمي: الوضع الإنساني في غزة عاد إلى نقطة حرجة

سلم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، آخر إمداداته الغذائية إلى مطابخ الوجبات الساخنة في قطاع غزة.
وأعلن البرنامج أن جميع الإمدادات المخصصة للأسر قد استنفدت بالكامل بسبب إغلاق المعابر الحدودية لمدة شهرين تقريبًا ومنع المساعدات الإنسانية.
وقال بيان صادر عن البرنامج إن المطابخ الميدانية، التي تستمر في تقديم الوجبات الساخنة، هي المصدر الوحيد المتبقي للمساعدات الغذائية. ولكنها لن تلبي سوى احتياجات نحو نصف سكان قطاع غزة، ولن تغطي أكثر من 25% من احتياجاتهم اليومية.
وحذر قائلا: “إن الوضع الإنساني في غزة وصل مرة أخرى إلى نقطة حرجة، وقد نضطر إلى قطع المساعدات الحيوية تماما إذا لم يُسمح بإيصالها على الفور”.
ويعاني حوالي 2.3 مليون نسمة من سكان قطاع غزة من نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية. وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة تزيد عن 1400 في المائة مقارنة بفترة وقف إطلاق النار الأخيرة، وفقا لبيانات برنامج الغذاء العالمي.
منذ الثاني من مارس/آذار، أغلقت إسرائيل المعابر الحدودية مع قطاع غزة بشكل كامل، مما أدى إلى استنزاف معظم مخزون الغذاء خلال وقف إطلاق النار الذي استمر 42 يوما في بداية العام.
وبحسب البرنامج، توقفت جميع المخابز الـ26 المدعومة عن العمل في نهاية الشهر الماضي بعد نفاد إمدادات القمح والوقود، وأصبحت الطرود الغذائية التي تم توزيعها على الأسر لأسابيع غير متوفرة.
من جهتها، قالت هيئة الإعلام الرسمية في غزة في بيان صحفي إن قطاع غزة “على حافة الموت الجماعي”، وأكدت أن “المجاعة لم تعد تهديداً محتملاً، بل أصبحت واقعاً يومياً قاسياً”. وقد توفي 52 شخصا بالفعل بسبب الجوع وسوء التغذية، بما في ذلك 50 طفلا.
وأضاف البيان أن أكثر من مليون طفل في قطاع غزة “يعانون من الجوع يوميا، مما يؤدي إلى الهزال وسوء الحالة البدنية، وهم في خطر داهم”، فيما يتجاوز عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد 60 ألف طفل.
وأشار المكتب إلى أن آلاف الأسر الفلسطينية غير قادرة حالياً على إطعام أطفالها حتى وجبة واحدة يومياً، في حين تبحث الأمهات عن فتات الطعام بين الأنقاض وسط شلل كامل للقطاعات الحيوية وغياب أي استجابة دولية فعالة.
وأشار البيان إلى أن نحو 90 بالمائة من محطات المياه والتحلية خرجت عن الخدمة بسبب نقص الوقود. كما تم إخراج 38 مستشفى من الخدمة بسبب الهجمات بالقنابل أو نقص الموارد، مما يشير إلى انهيار كامل للنظام الصحي.
وأعلن المكتب أن ما حدث “إبادة جماعية كاملة الأركان، نفذت سمعيا وبصريا وسط صمت مخزي من المجتمع الدولي”، وحمل إسرائيل والدول التي تدعمها “المسؤولية الكاملة عن الكارثة المتصاعدة”.
ودعا المكتب إلى فتح ممر إنساني فوري وعاجل لإنقاذ أرواح السكان، كما دعا إلى تشكيل لجان دولية مستقلة للتحقيق في “جريمة التجويع الممنهج” التي تشكل جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي.
وأكد أن “الوقت ينفد وأي تأخير في فتح المعابر والسماح بتدفق المساعدات سيعتبر تواطؤا وجزءا من الجريمة”. ودعا المجتمع الدولي وكل أصحاب الضمير الحي إلى “التحرك العاجل قبل أن تتحول غزة إلى مقبرة جماعية بسبب الجوع”.