تسريب ” المستوطنون الأوغاد” يثير أزمة كبرى في إسرائيل وغضب من الشاباك

أثار تسجيل مسرب لرئيس القسم اليهودي في جهاز المخابرات الإسرائيلي الشاباك جدلا أمنيا وسياسيا كبيرا في إسرائيل بعد أن وصف مستوطني الضفة الغربية بـ”الأشرار”.
وبثت هيئة البث الإسرائيلية “كان”، مساء السبت، تسجيلا لمسؤول الأمن قال فيه: “نسعى دائما إلى اعتقال أكبر عدد ممكن منهم للتحقيق، ونحتجز هؤلاء البلطجية المستوطنين في الضفة الغربية لعدة أيام، حتى من دون أدلة”. وأشار إلى أنه طلب وضعهم في “زنزانات مع الفئران”.
وأثار التسجيل ردود فعل غاضبة، خاصة من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي هاجم بشدة جهاز المخابرات الإسرائيلي (الشاباك). ويأتي ذلك في ظل التوترات المستمرة بين نتنياهو ورئيس الوكالة المقال رونين بار.
وجاء في بيان مكتب رئيس الوزراء: “من غير المقبول في دولة دستورية احتجاز (المستوطنين) في ظروف مهينة وغير قانونية. هذا السلوك مخصص فقط لأجهزة استخبارات الأنظمة الظلامية، ولن نسمح بإقامة حكومة ظل في إسرائيل”.
ووصف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش التسجيل بأنه “دليل قاطع على انحرافات الفرع اليهودي للشاباك”. واتهمها بـ”استخدام إجراءات قمعية غير قانونية وغير دستورية ضد المستوطنين”، ودعا رئيسة الدائرة إلى الاستقالة فوراً ومواجهة المحاكمة.
ووصف وزير الأمن القومي إيتامار بن جفير التسجيل بأنه “زلزال”، ووصف رئيس القسم اليهودي بأنه “زعيم مافيا تضطهد المستوطنين إجراميًا”، ودعا إلى استقالته الفورية.
وفي السياق ذاته، اتهم بن جفير جهاز الأمن العام (الشاباك) بـ”تزوير ملفات ضباط الشرطة الذين رفضوا الانصياع لأوامره غير القانونية”، مشيراً إلى أن قوات الأمن عملت “كذراع تنفيذية لجهاز منحرف” بينما طالبت في الوقت نفسه بإنهاء الجريمة تحت ستار القانون.
وعلق جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رسميا على الحادث، مشيرا إلى أن التصريحات الواردة في التسجيل صدرت “في سياق مناقشات حول المخالفين للقانون المشتبه في ارتكابهم أعمالا إرهابية”. ومع ذلك، فقد تم الاعتراف بأن “الأسلوب والمحتوى لم يكونا متوافقين مع قيم الوكالة وممارسات العمل المهنية”. وأمر رئيس الشاباك بفتح تحقيق فوري مع رئيس القسم اليهودي وعرض عليه النتائج.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس في المشهد السياسي والأمني الإسرائيلي، حيث يواجه جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، أحد فروع جهاز الأمن الداخلي، هجوما حكوميا قويا. ومن الممكن أن يؤدي هذا بدوره إلى إعادة تشكيل العلاقة بين السلطة السياسية وأجهزة الأمن في إسرائيل.